بقلم : علي العمودي
مؤتمر فصائل المعارضة الإيرانية السنوي الذي عقد في باريس الأسبوع الفائت، يعد الأكبر من نوعه حجماً وتنظيماً ومشاركة. فقد شهد حضوراً ملحوظاً «من 100 ألف أو يزيد» من الجاليات الإيرانية المنتشرة في المنافي بمختلف بقاع العالم، ومكوناتها وأطيافها المختلفة الانتماءات، السياسية، والقومية الإيرانية.
وقد كان لافتاً مشاركة الأمير تركي الفيصل الرئيس الأسبق للاستخبارات السعودية في المؤتمر بإلقاء كلمة، والتفاعل مع الحضور ورغبتهم في «إسقاط النظام».
مشاركة وصفها معالي أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، بأنها تأتي «بعد صبر أشبه بصبر أيوب»، معتبراً أن «منطق التدخل ولغته المذهبية وعدم احترام الجيرة» مسؤول عن نفاد الصبر الخليجي مع نظام الملالي في البلد الجار والمسلم، وصلفه وغطرسته، وإصراره على ممارسة تدخله السافر والوقح في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومحاولاته البائسة لزعزعة الأمن والاستقرار فيها وقلب أنظمة الحكم الشرعية فيها، كما يجري حالياً في اليمن، والبحرين، والكويت، والسعودية، وغيرها من المناطق التي عانت من تدخلات «ملالي طهران» وأدواتهم من عناصر «الباسيج» ومرتزقة «حزب اللات» اللبناني. وعلى مدى أكثر من 35 عاماً تواصل الصلف الإيراني والتدخل في شؤوننا.
مشاركة الأمير تركي الفيصل في المؤتمر الذي يعد علامة فارقة في مسار المعارضة الإيرانية، مجرد إشارة لما يمكن أن تقدمه دول الخليج العربية من دعم لهذه المعارضة، والقدرة على التأثير بقوة في الداخل الإيراني الهش للغاية، لما تملك من إمكانات متعددة ومؤثرة، ولكنها دول تراعي في المقام الأول حقوق الجيرة، وتنأى بنفسها عن التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين، وتحرص على توظيف كل طاقاتها وموادها للتنمية وإسعاد شعوبها.
إصرار «ملالي طهران» على تصدير خيبتهم للعالم، تتطلب ليس فقط موقفاً خليجياً وعربياً وإسلامياً حازماً، وإنما وقوف المجتمع الدولي للتصدي لممارسات جمهورية الشر الإيرانية ورعايتها للإرهاب.
رعاية «ملالي طهران» للإرهاب وارتباطهم بتنظيم «القاعدة» الإرهابي كشفت عنه الوثائق التي عثر عليها الجيش الأميركي لدى مداهمته وكر زعيم التنظيم، أسامة بن لادن، وقتله في غارة «آبوت آباد» عام2011.
كما كشف دبلوماسي إيراني منشق عن وجود غرفة عمليات في «مشهد» تتولى أعمال التنسيق والدعم اللوجستي لعمليات تنظيم «داعش» الإرهابي الذي فاق «القاعدة» إرهاباً ودموية ووحشية. وقد حان الوقت لنقول لملالي طهران «للصبر حدود».