بقلم : علي العمودي
تمثل الشفافية والحرص على إشراك كافة أفراد المجتمع في تطوير الأداء الحكومي أحد أبرز أسرار معادلة النجاح الإماراتية والتجربة المتفردة والمتميزة، والتي حققت للإمارات ما وصلت إليه الخدمات الحكومية من تقدم ورقي على طريق إسعاد المتعاملين، وليس خدمتهم فقط.
للإمارات قصب السبق في إدخال فكرة المتسوق السري منذ ثلاثة عقود برؤية ومتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، ونشهد اليوم نقلة نوعية في التجربة بإعلان سموه أول منصة ذكية عالمية لتقييم الخدمات عبر تطبيق للهواتف الذكية بثماني لغات لإتاحة الفرصة لجميع أفراد المجتمع لتقييم كفاءة وجودة الخدمات المقدمة.
نقلة تعد امتداداً لسلسلة من المبادرات والتوجهات التي رعاها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد منذ إطلاق مبادرة الحكومة الذكية في العام 2013، والتطلعات التي عبر عنها لرؤية خدمات حكومية تقدم للمتعاملين على مدار الساعة ولا تعترف بساعات دوام محددة «حكومة تخدم المواطن وتذهب إليه بخدماتها في أي وقت وأي مكان في العالم»، ونتذكر تلك اللقطة الشهيرة لسموه رافعاً هاتفه النقال بأن كل الخدمات يجب أن تتم عبر هذا الجهاز الذكي.
حرص فارس الطموح والتميز بمناسبة الإطلاق على تأكيد ثوابت رؤيته السامية في هذا المجال بأن شعب الإمارات والمقيمين على ترابها يستحقون أفضل الخدمات في العالم. مجدداً في الوقت ذاته نهجه الراسخ للأداء الحكومي، وسموه يقول «أبواب حكومتنا مفتوحة للناس، وصوت المتعامل مسموع وملاحظاته وتقييماته محور اهتمامنا»، و« واجب المسؤول في أي جهة حكومية التفاعل والتواصل المباشر مع الناس والاستماع إليهم مباشرة في الميدان وتطوير الخدمات حسب تطلعاتهم».
محطة جديدة من الأداء ودعوات سامية تتجدد نتمنى أن يتوقف أمامها ويتفاعل معها أولئك الذي ما زالوا مقيمين في شرانق البيروقراطية والتسويف والاجتماعات المغلقة كما أبوابهم المغلقة، وهم يتحاشون الاقتراب من الميدان ويعزفون عن استقبال المتعاملين بزعم أن كل الخدمات أصبحت «أونلاين» بينما «السيستم» لديهم سريع العطب والانهيار ويعز الاعتراف بما يجري وتقبل ملاحظات المتعاملين بصدر رحب.
أمثال هؤلاء سيتجاوزهم الزمن، وهم في غيبوبة عن واقع ما حققته التجربة الإماراتية في الارتقاء بالخدمات الحكومية والتي أصبحت محل تقدير عالمي.