بقلم : علي العمودي
تتواصل في فضاءات حوار الحضارات وتعايش الأديان والتسامح ومواجهة الفكر المتطرف الأصداء العالمية للقاء التاريخي لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة والبابا فرانسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية في المقر البابوي بمدينة الفاتيكان، باعتباره لقاء وصفه سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي بأنه «لحظة تاريخية بلقاء رمزين إنسانيين يشتركان في محبة الإنسان ونبذ أسباب الفرقة والخلاف».
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد قد دعا عشية اللقاء إلى تعزيز التعاون بين الدول والمنظمات الإقليمية من أجل صياغة استراتيجيات تعزز من قيم الحوار البناء بين الثقافات واحترام المعتقدات والأديان «للتصدي لمحاولات تشويه الأديان والتحريض على الكراهية الدينية».
ويتوقف المراقب أمام دلالات رمزية للهدايا التي قدمها سموه للبابا، فقد قدم له كتاباً يوثق الاكتشافات الأثرية في جزيرة صير بني ياس، ومن بينها معالم لكنيسة ودير للرهبان يعودان للقرن السابع والثامن للميلاد، في إشارة «لاستمرارية روح التسامح والتعايش الديني التي كانت سائدة في المنطقة»، وتعززت وترسخت بالنهج الحكيم للقائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه)، الذي جعل من الجزيرة كلها محمية طبيعية، وأمر بإيلاء تلك الاكتشافات الأثرية كل رعاية وعناية واهتمام.
كما أهداه سموه «سجادة السلام» من إنتاج مشروع الشيخة فاطمة بنت محمد بن زايد لإنتاج السجاد وتطوير الريف الأفغاني، وهو مشروع إماراتي يقوم على تشجيع ودعم عمل المرأة الأفغانية وتوفير حياة كريمة لها في مجتمع تعرض لأبشع صنوف الإرهاب من قبل عصابات الشر والتطرف والإرهاب باستهدافها للمرأة وتعطيل طاقاتها ومنع ليس تعليمها فقط، وإنما محاربة وصول الخدمات الصحية الأولية إليها ومنع تطعيم أطفالها من الأمراض.
زيارة تاريخية تسبق زيارة تاريخية منتظرة للبابا إلى الإمارات بدعوة من قائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة (حفظه الله)، ستكون الأولى لبابا الفاتيكان لهذه المنطقة من العالم.
لقاءات ترسخ تطلع الإنسانية قاطبة نحو مجتمع تسوده المحبة والتسامح وحسن التعايش بين الأديان والحضارات والثقافات، تتوحد فيه الطاقات وتتضافر الجهود لخير الإنسان أينما كان، وهو نهج جعلت منه الإمارات أسلوب عمل وصنعت به نموذجاً ملهماً لبناء سعادة الأوطان.