استغلال

استغلال

استغلال

 صوت الإمارات -

استغلال

بقلم : علي العمودي

الواقعة التي كُشف عنها مؤخراً والمتعلقة باستيلاء مدير إحدى الشركات شبه الحكومية على مبالغ تتجاوز السبعة ملايين درهم من صندوق مكافآت نهاية الخدمة للعاملين في الشركة تمثل إحدى الصور الصارخة لاستغلال المنصب من أجل منافع شخصية والتربح من وراء ذلك.
وكانت الواقعة التي تحقق فيها النيابة العامة في دبي، وبحسب ما نشر في وسائل الإعلام والمواقع الإخبارية ووسائل التواصل قد شهدت استخدام الرجل لتلك الأموال لشراء فيلا وتسجيلها باسمه، ورفع بدل التعليم الذي تمنحه له الشركة من 200 ألف درهم إلى300 ألف درهم.
كما تمادى في استغلال منصبه بتخصيص ثلاث مركبات مع السائق لتنقلاته وأفراد عائلته، وسهل لشخص مقرب منه الاستيلاء على مبلغ يصل إلى 183 ألف درهم بطريقة غير قانونية.
وقائع وقضايا تطل برأسها بين فترة وأخرى، وتمثل صورة من صور الفساد الإداري والمالي الذي تتصدى له الدولة بكل قوة وحزم وصرامة، الأمر الذي وضعها في صدارة المؤشرات الدولية الخاصة بالشفافية وتدني الفساد.
في مثل هذه الوقائع والقضايا تكون أساس المشكلة في مرتكبها ومن يتواطؤون معه في ظل غياب الضمير والوازع الديني والأخلاقي. ولكن يظل التساؤل الذي يطرح نفسه دائماً حول دور التدقيق الداخلي والأجهزة الرقابية المسؤولة عن مراقبة صرف المال العام سواء كان اتحادياً أم محلياً. كما أن بعض تلك الجهات وبالأخص الشركات والمؤسسات شبه الحكومية تمنح كبار المسؤولين صلاحيات واسعة تتيح وجود ثغرات تطل عبرها بعض التجاوزات المالية والإدارية. ونسمع بين فترة وأخرى كذلك عن اعتماد الحساب الختامي لبعض تلك الجهات بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على انتهاء العام المالي الخاص بها. وهو بلا شك أمر غير صحي.
يستغرب المرء في حماس أقسام التدقيق وهي تحاسب موظفاً صغيراً ضمن إجراءات تدقيق عهدته، بينما تمر أمامها تجاوزات كبيرة ويتأخر رصدها لأن موظفاً كبيراً وفي درجة رفيعة يقف وراءها.
أجهزة الرقابة والتدقيق لدينا بحاجة لتبني آليات جديدة، وأن تكون لها كلمتها في ممارسات كثيرة ومن بينها الامتيازات المُبالغ فيها لبعض كبار المديرين والموظفين، مثل قضية بدل التعليم لصاحب الواقعة، والذي رفعه من 200 ألف درهم إلى 300 ألف درهم. أي تعليم هذا الذي يصل بدله لهذا المبلغ الضخم سوى أنه استغلال فج وتجرؤ على المال العام، بينما نحاسب الموظف الصغير لأن لديه أكثر من ثلاثة أبناء!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استغلال استغلال



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 11:31 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 20:33 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 21:36 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 17:50 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 16:17 2018 الأربعاء ,02 أيار / مايو

خطوات تنظيف "خشب المطبخ" من الدهونوالأتربة

GMT 15:54 2015 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

أفضل 4 ألوان يمكن أن ترتديها في مكان العمل

GMT 14:13 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

وفاة البطل محمد سعد بعد تمثيل مصر في المسابقات الدولية

GMT 08:00 2012 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

وثائق ويكيليكس وأسرار الربيع العربي

GMT 16:20 2014 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"أبوظبي للسياحة" تطلق معرض "أبعاد مضيئة"

GMT 13:20 2015 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هطولا للأمطار الرعدية فى السعودية الجمعة

GMT 18:49 2016 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

لوحات ضوئية عكست حالات إنسانية ووجدانية في معرض أبو رمانة

GMT 01:53 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

Falcon Films تقدم فيلم "بالغلط" من بطولة زياد برجي

GMT 14:42 2017 الجمعة ,13 كانون الثاني / يناير

تشيلسي كلينتون تتألق في معطف أنيق باللون الأسود

GMT 00:17 2022 الخميس ,15 أيلول / سبتمبر

إيران... لا خطة «ب»

GMT 09:44 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأكسسوارات المنزلية جواهر تثمّن المشهد الزخرفي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates