بقلم - علي العمودي
الاثنين الماضي، كان اليوم الأخير لمبادرة شرطة أبوظبي تخفيض قيمة المخالفات المرورية المرتكبة في الإمارة قبل 22 ديسمبر 2019 بنسبة 50%، مع إلغاء عقوبة حجز المركبة والنقاط السوداء، وهي المهلة التي جرى تمديدها لثلاثة أشهر أخرى في مارس الماضي لتنتهي في 22 يونيو الجاري. وكذلك المهلة المحددة لتجديد ملكية المركبات من دون فحص فني، أو اشتراط سداد المخالفات وما ارتبط بها من نقاط سوداء.
خلال الثماني والأربعين ساعة السابقة على انتهاء المهلة تعرّض موقع التطبيق الخاص بشرطة أبوظبي لضغط غير مسبوق جراء الإقبال الهائل من جانب مئات الأشخاص الذين يريدون الاستفادة من التخفيض، كما لو أنهم استيقظوا على حين غرة ليعرفوا بأمر كان متاحاً منذ 180 يوماً، وتعزز بتسهيلات إضافية تواكب الظروف الاستثنائية جراء جائحة كورونا منذ 90 يوماً.
بلغ الحال بهواة انتظار اللحظة الأخيرة ممن اعتادوا اللحاق بالفرص قبل غروب شمس آخر نهار لها أن أطلقوا مناشداتهم عبر منابر «البث المباشر» للإذاعات قيادات الشرطة تمديد المهلة لفترة أخرى، وربطها أي مهل للسداد مستقبلاً بمواعيد صرف الرواتب!!.
يدرك المرء الظروف القاهرة التي تحول بين تسديد المخالف لما عليه من غرامات والتزامات أمام الجهات الأخرى، مثل مبالغ استهلاك الماء والكهرباء والهواتف وغيرها، ولكن ثلاثة أشهر كانت مهلة أكثر من كافية ليبرمج أي شخص ما عليه من التزامات وجدولة سدادها.
ما جرى سانحة ندعو من خلالها شرطة أبوظبي إلى مراجعة التطبيق والموقع الإلكتروني الخاص بها ليستوعب الضغط والإقبال الكبير عليه في مثل هذه الأحوال وغيرها، كذلك تبسيط وتسهيل طريقة الدخول، مع تقديرنا لكل الجهود المبذولة لتأمين حماية الموقع والتطبيق، خاصة في ظل تزايد نشاط قراصنة يسعون لاصطياد بيانات البطاقات الائتمانية للمتعاملين. فالتسهيل مطلوب من أجل أن تتحقق الغاية الأساسية وهي سرعة الإنجاز، وإسعاد المتعامل.
بعض الناس خاصة إذا كان من سكان المناطق القريبة من مراكز المرور يفضل التوجه مباشرة لمقر المركز لإنجاز معاملته بدلاً من إهدار الوقت مع الموقع، ولكن الظروف الحالية استوجبت التعامل عن بُعد، وكله «أونلاين».
ولتخفيف الضغط، سواء على التطبيق أو الموقع، خاصة فيما يتعلق بسداد الغرامات والمخالفات أدعو شرطة أبوظبي للتوسع في التعامل مع قنوات أخرى كمحال الصرافة لتسهل الأمر على الجميع خاصة فئة من لا يملكون بطاقات ائتمانية.