بقلم : علي العمودي
الكشف عن بعض تفاصيل المسابقة العالمية «بيلد أيرث لايف» التي ستستضيفها مؤسسة دبي المستقبل، أواخر الشهر المقبل، حظي باهتمام واسع من قبل الرأي العام، لا سيما المسابقة الخاصة بتقديم تصاميم أولية لمشروع ربط افتراضي بين مدينتي دبي والفجيرة من خلال قطار «هايبر لوب»، نظام النقل فائق السرعة، والذي ستستغرق الرحلة معه بين المدينتين 10 دقائق.
بالطبع سر الاهتمام الواسع بالرحلة والقطار، غير خافٍ على أحد، لأنه سيكون صورة لشكل رحلات المستقبل بين مدن البلاد في وطن الأحلام الكبيرة التي تولد في عالم من الابتكار، وتقف إرادة سامية وراء المشاريع العملاقة التي كانت حلماً قبل أن ترى طريقها إلى أرض الواقع، وحقيقة ملموسة أمام الجميع.
قطار الـ «هايبر لوب»، هو عبارة عن نظام يدمج أنابيب منخفضة الضغط، تربط بين محطتين، داخلها كبسولات تقل الركاب، وتندفع بسرعات تصل إلى 1200 كيلومتر في الساعة.
يجيء الكشف عن هذه التقنية وسط جهود عالمية تستهدف الارتقاء بالنقل العام، وجعله أكثر أماناً وسرعة وكفاءة، وصديقاً للبيئة. وتابعنا من هذه الجهود، ما كشفت عنه الصين مؤخراً عن تدشين تجريبي للحافلات المجوفة التي يمكن أن تنقل 1200 راكب في وقت واحد لحل أزمة المرور الخانقة في بلاد المليار والمائة مليون نسمة، حيث ستسير فوق مسارات الشوارع، ما يسمح للسيارات بالمرور من تحتها، واعتقد أن الكثير من القراء شاهد عبر وسائط التواصل الاجتماعي المقاطع المصورة الخاصة بهذه الحافلات المجوفة التي تتسع الوحدة منها لـ 400 راكب، وتسير بسرعة 60 كيلومتراً في الساعة.
اهتمام الرأي العام ومتابعته لهذه التحولات في عالم النقل، وترحيبه بفكرة مشروع قطارات الـ «هايبر لوب»، تعبر عن توق الجميع وتطلعاتهم لمشروع ذكي استراتيجي بهذا المستوى، يحقق نقلة نوعية هائلة في عالم المواصلات والتنقل بين مدن وحواضر الدولة، نقلة ستحقق في المقام الأول السلامة لمستخدمي الطرق الخارجية التي ستقل بدرجة كبيرة للغاية الحوادث المفجعة التي تشهدها بين الحين والآخر، وتحصد أرواحاً بريئة وزهوراً في مقتبل العمر، أسرهم ووطنهم في أمس الحاجة لهم. كما ستعزز الروابط والزيارات الاجتماعية والأسرية، ناهيك عن المردود الاقتصادي والإضافة المهمة لقطاع النقل البري والمواصلات على مستوى الدولة.
وفي وطن الأحلام الكبيرة والطموحات العظيمة، لن تمضي سنوات قلائل، حتى نرى هذه المشاريع حقيقة ماثلة، وغداً لناظره قريب.