بقلم : علي العمودي
متابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لحادث الحافلتين المدرسيتين على جسر المصفح مؤخراً، وحرص سموه على الاطمئنان على صحة الطلبة المنقولين فيهما، يجسدان روح الأسرة الواحدة في «البيت المتوحد» الذي يضمنا جميعاً على أرض الإمارات، ويعبران عن ما يوليه من اهتمام القائد الأب في متابعة جميع من في البيت الذي أنعم الله عليه بقيادة نهلت من معين القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والتي ترى في الإنسان دوماً أنه أغلى ثروات الوطن.
حادث يقع مثله في مناطق أخرى من العالم، ويمر ويتلاشى لتطويه الأيام والنسيان، ولكن عندما ترى ولي عهد أبوظبي يوجه وفداً للتحرك للاطمئنان على المصابين، وضمان عودتهم سالمين لذويهم، فاعلم أنك في الإمارات، بلاد زايد الخير.
وأكد سموه في تغريدات له «إن سلامة أبنائنا الطلبة من المواطنين والمقيمين مسألة لا تهاون فيها، خاصة أثناء تنقلهم بالحافلات المدرسية، وهو أمر يحتل حيزاً مهماً من تفكيرنا، وله الأولوية القصوى حفاظاً على سلامتهم»، داعياً الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات التي تضمن أمن وسلامة الطلاب.
أصداء طيبة واسعة لهذه المواقف والتوجيهات السامية في أوساط المجتمع بمختلف شرائحه، وليس فقط بين أولياء أمور الطلبة الذين غمرتهم اللفتة الأبوية الحانية لأبي خالد في لحظات عصيبة مرت بهم، وبفلذات أكبادهم.
الجهات المعنية، وفي مقدمتها مجلس أبوظبي للتعليم، تفاعلت بسرعة مع الدعوة السامية لتعزيز وتطوير تأمين سلامة النقل المدرسي، فقد أعلن المجلس مراجعة الإجراءات المتبعة، والتنسيق مع شركاء المجلس بهدف التوصل لأكثر السبل أماناً للنقل بالحافلات المدرسية لمنع وقوع مثل حادث جسر المصفح.
الحادث يقودنا مجدداً لتأكيد ضرورة حسن اختيار سائقي الحافلات المدرسية والمشرفين العاملين عليها، فالأخطاء البشرية خلف مثل هذه الحوادث واضحة، وكذلك في حوادث مؤلمة لا تزال حاضرة في الذاكرة، مثل حادثة الطفلة التي قضت اختناقاً بعدما نُسيت في حافلتها المدرسية التي أغلقها السائق وذهب، وكذلك المشرفة.
التدقيق في اختيار سائقي الحافلات المدرسية، خصوصاً، والمشرفات والمشرفين عليها، مسألة غاية في الأهمية، وحسن الاختيار فيه تعزيز لسلامة النقل المدرسي الذي يحتاج لما هو أكثر من الدورات التوعوية، بل المتابعة الميدانية مع اختيار الأنسب والأكفاء ممن يدركون أنهم ينقلون أغلى مورد.. أكبادنا ومستقبلنا.