بقلم : علي العمودي
يقول صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة: «اللغة بالنسبة لي أنا كما قال القائل إذا استعبدتَ أمة ففي يدها مفتاح حبسها بارتباطها بلغتها، فنحن الآن ينطبق علينا قول هذا القائل، فطريق تحريرنا من هذا الحبس ارتباطنا بلغتنا وما أسهل ذلك ولن نكون بحاجة لأيٍّ كان، ونحن لسنا بحاجة إلى معركة ولا سلاح إنما نحتاج إلى فكر عميق صادق مؤمن بهذه اللغة التي هي لغة جبريل عليه السلام، ولغة القرآن الكريم، ولذلك أكرمنا الله تعالى بهذا العقل، وهذا الدين وكذلك أكرمنا بهذه اللغة التي ما إن أردنا جمع كل لغات العالم لا تأتي بقدر حرف واحد من حروفها».
كلمات من ضياء ونور تنتصر للغتنا الجميلة، قالها سموه مع إعلانه إضافة جديدة لجملة مبادرات الإمارات للحفاظ على اللغة العربية وتعزيز استخدامها وإعلاء شأنها، بقرار سموه الإعلان عن إنشاء وتنظيم مجمع اللغة العربية في الشارقة، خلال احتفالية المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج باليوم العالمي للغة العربية، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والجامعة القاسمية وجمعية حماية اللغة العربية، الذي تزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية.
كلمات تلخص نظرة قيادتنا الرشيدة للغة التي نص دستور الدولة على أنها اللغة الرسمية للبلاد، وبأنها ليست مجرد لغة تخاطب وتواصل فحسب، بل وأهم مكون من مكونات هويتنا الوطنية على مر العصور.
المبادرات المتواصلة والقرارات المعززة لها بشأن المحافظة علي اللغة العربية تمثل إشارات ورسائل قوية إلى أولئك المقللين من شأن لغتنا الجميلة ويعملون في كل ميدان وموقع على دمغها بالقصور وعدم مواكبة متطلبات علوم العصر في تفسير خاطئ ومغلوط من جانبهم لماهية اللغة ودورها وأهميتها في المجتمع، وبالذات في مجتمع الإمارات. ولم يكونوا ينطلقون سوى من مصلحتهم الخاصة لتنشيط أكشاك التعليم بعد ما اتجهت الجامعات لاعتماد التدريس باللغة الإنجليزية وظهور «آيلتس» وتوابعها.
مبادرات القيادة الرشيدة لصون اللغة العربية والمحافظة عليها تتعزز كذلك بعد التوجهات الجديدة لوزارة التربية والتعليم بقرب اعتماد اختبارات وطنية بديلاً عن «آيلتس» وتوابعها بعدما انكشف مستور الغايات التجارية للمسألة برمتها.
في يوم «الجميلة» نقول لهم كما قال شاعر النيل حافظ إبراهيم:
«أنا البحر في أحشائه الدر كامن/ /فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي؟»
المصدر : الاتحاد