بقلم : علي العمودي
وُجدت وسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز الصلات والروابط والمعارف بين الناس بالدرجة الأولى، وأصبحت اليوم صاحبة الكلمة الأكثر تأثيراً وتفاعلاً، وأصبحنا نلمس دورها الذي يتعاظم يوماً بعد يوم في صناعة الرأي العام وتشكيله، والإسهام بقوة في عمليات التوجيه والتأثير. ولكن سماء هذا الفضاء الجميل الرحب أصبحت تعج بالمتردية والنطيحة ممن لا هم له إلا التربص بالآخرين، البعض بسذاجة والبعض الآخر بأسلوب ممنهج ينطلق من تعصب حزبي بغيض، لا سيما أولئك الخائبين المندسين من أتباع مرشد الضلالة والتضليل و«إخوان الشياطين» والمتأسلمين.
ما إن ينشر خبر يتعلق بمنجز تحقق للإمارات على إحدى منصات التواصل الاجتماعي من خلال صفحة أو موقع إماراتي أو حتى تغريدة لإنسان فخور بوطنه وما تحقق له، إلا وتجد أحد هؤلاء و«جماعته» ممن يتبادلون الأدوار معه، يبدؤون عزف أسطوانتهم المشروخة في التشكيك بالمنجز والتقليل من قيمته، ثم لا يلبثون بالجنوح بالحوار نحو قضايا فرعية وهامشية لا صلة لها بالموضوع الأصلي، كعادة العجزة دائماً عن إقامة أي حوار أو نقاش بناء، وهم يلجؤون إلى التجريح الشخصي وإثارة مواضيع خاصة.
هذا الفضاء الفسيح الذي يتسع لكل الآراء والقضايا، يضيق في نظرهم لأنهم محدودو النظر والأثر، وكشف أنهم الخواء عينه. أشخاص كانوا خلف واجهات من زجاج الصمت، تهشمت وتناثرت مجرد أن نطقوا بأول كلمة ودونوا أول حرف من حروف التيه والأوهام التي يعيشون فيها، وهم يعتقدون أن عقارب الساعة يمكن أن تعود للوراء من أجل إرضاء أحلامهم وأوهامهم الحزبية الضيقة.
وفي مقابل هذه الحفنة المغردة خارج السرب وخارج سياق المنطق والتاريخ، هناك شباب يغردون للوطن ومنجزاته ومكتسبات شعبه، يبرزون الصورة البهية الجميلة والرائعة للإمارات وشعبها بكل بساطة ووضوح، منطلقين من نور الإيمان ونور الحقيقة الساطعة بما حققته القيادة الرشيدة للوطن وأبنائه وللمقيمين على ترابه.
وما يحسب لكل مغرد في حب الإمارات، أنه لا ينساق أو ينجرف مع ما يريد الحاقدون على بلاده بالانحراف بالحوارات والنقاشات نحو متاهات ومحاور التعصب المذهبي والطائفي البغيض، وإنما يمارسون حقهم في إبداء الرأي والتعقيب بكل موضوعية ومنطق، يعرون ويكشفون زيف مزاعم أولئك المعتوهين والمرضى النفسانيين الذين يرون ما يحيط بهم من خلال نظاراتهم السوداء. ومهما نعقوا لن ينجح دجلهم وإفكهم في حجب ضياء الحقيقة