بقلم : علي العمودي
يطل علينا عام هجري جديد، نتمنى فيه أن يحفظ الله إماراتنا وقادتنا، متضرعين للخالق عز وجل أن يحمل العام 1438هـ الأمن والأمان والسلام للكثير من بلدان عالمنا العربي والإسلامي التي تفتك بها الحروب والصراعات، وبالأخص لأهلنا في سوريا والعراق واليمن وليبيا، وغيرها من البلدان.
في مناسبة جليلة عظيمة نستذكر ما تحمل من دروس وعبر لصاحب الهجرة الذي هاجر مضطراً من أحب الأماكن إلى قلبه لينشر دين الحق، ويبني مجتمع العدل والإخاء والمساواة والتعايش في المدينة التي أنارها قدوم سيد الأنام، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
دروس ومواقف وعبر في هجرة نبي الأمة لبناء مجتمع جديد، يحمل أعظم الرسالات في بناء الأوطان على أسس راسخة من العدال والمحبة والإيثار والعمل والتضحيات. نستلهم جوهر تلك الدلالات السامية والمباركة، ونحن نواجه اليوم أكبر خطر على المجتمعات المسلمة بعد انتشار فرق وجماعات الغلو والتشدد والتطرف، وما قادت إليه من خراب ودمار وأنهار من دماء الأبرياء في كل مكان وصلوا إليه باسم دين الحق. دين السلم والسلام والمعاملة الحسنة وجميل التعايش بين الناس كافة، تحول على أيديهم إلى إرهاب وترويع وسفك للدماء.
ذكرى هجرة المصطفى عليه الصلاة والسلام الذي بُعث متمماً لمكارم الأخلاق، مناسبة تذكرنا جميعاً، وبالأخص شباب المسلمين، بضرورة التصدي بكل قوة وحزم لأولئك القتلة الفجرة الذين يتخذون من مواقع التواصل الاجتماعي منصات لنفث سمومهم وترويج أكاذيبهم عن دار «الهجرة الجديدة» و«الخلافة المزعومة»، والتي هي لا تنظيم ولا دولة، وإنما حفنة من العصابات المأجورة والقتلة الملتاثين الذين ألحقوا أكبر الضرر وأبلغ التشويه بهذا الدين العظيم، ونحن نتابع ممارساتهم البربرية والوحشية تجاه الأبرياء في المناطق التي سيطروا عليها سواء في العراق أو الشام.
اليوم والخناق يضيق عليهم مع اشتداد الضربات على أوكارهم، نتمنى أن يشهد عامنا الجديد نهاية قريبة لتلك العصابات الإرهابية التي عاثت في الأرض فساداً باسم الإسلام.
كما أن ذكرى الهجرة النبوية وحلول العام الجديد، سانحة للتعبير عن التقدير الكبير لعلمائنا الأفاضل، وبالأخص في مجلس حكماء المسلمين للجهد الكبير الذي يقومون به، لكشف ودحض افتراءات الفئات الضالة، وتحصين الأجيال من فتاوى دعاة الضلالة والتضليل، ممن يسعون لنشر الفتن وإثارة النعرات المذهبية والطائفية.
وكل عام والجميع بخير.