بقلم : علي العمودي
تابعت كما آلاف المشاهدين مسلسل «خيانة وطن»، الذي عرضه تلفزيون أبوظبي خلال شهر رمضان الذي ودعنا منذ أيام. والواقع أن المسلسل رغم بعض الهنات الفنية البسيطة، والاستسلام لإغراء الثلاثين حلقة بإطالته، يظل إضافة نوعية للدراما الإماراتية التي لم تتناول من قبل موضوعاً سياسياً وأمنياً كموضوع المسلسل المأخوذ عن رواية «ريتاج» لمؤلفها الدكتور حمد الحمادي، وأعدها للتلفزيون الإعلامي والمسرحي المعروف إسماعيل عبدالله، وأخرجه أحمد يعقوب المقلة.
سجل المسلسل واحداً من أعلى نسب المشاهدة بسبب موضوعه الذي يحاكي أخطر وأكبر قضية أمنية شهدتها الدولة بتأمر التنظيم الإرهابي للإخوان على أمن واستقرار البلاد، والسعي لقلب نظام الحكم، والاستيلاء على السلطة.
وقد شهدت جلسات القضية أولاً بأول، وتابع الحضور الاعترافات الخطيرة الموثقة بالصوت والصورة لقيادات التنظيم في المحاكمة التي غطتها وسائل الإعلام المحلية ومنظمات المجتمع المدني الإماراتي.
أكد حجم الإقبال على مشاهدة المسلسل حاجة شاشاتنا لمثل هذه النوعية من الأعمال الفنية التي تسهم في كشف الحقائق، وتعرية من ينتمون لهذا التنظيم المأفون ممن لا ذمة أو ضمير لهم سوى الانقياد الأعمى لمرشد الضلالة والتضليل، ممن هم على استعداد للغدر بأقرب الناس إليهم، ناهيك عن وطن كريم، وقيادته الحكيمة التي حققت لإنسان الإمارات رغد العيش الكريم والرفاهية في إطار مشروع وطني متكامل إحدى صوره، تنمية مستدامة واقتصاد قوي متطور، في بيئة راسخة من الأمن والاستقرار والتلاحم الوطني المشهود.
كان العمل مهماً ليعرف الجميع خسة ودناءة المؤامرة والمدانين فيها، وتابعه جميع أفراد الأسرة الذين تلبسهم الذهول غير مصدقين أن يخرج محسوبون على هذا الوطن الكريم مع الجميع، والذي يتسع للجميع، وينكرون معروفه وجميله اللذين يطوقان أعناق الجميع، ويخططوا للانقضاض على السلطة، كما صورت لهم أوهامهم وخيالاتهم المريضة، ونسوا متانة اللحمة الوطنية، والالتفاف الوطني والشعبي حول القيادة وعلاقتها الأبوية مع أبنائها المواطنين، وهي موضع غبطة كل من عرف أو اقترب من الإمارات وأهلها وقيادتها. ومن هنا كانت المتابعة الدقيقة للعمل من قبل الكل، وهم يعقدون مقارنة بين شخصيات الرواية والمؤامرة، رغم حرص المخرج على تأكيد أن أي تشابه «محض مصادفة» في العمل الذي شهد مباراة في الأداء من أبطاله جميعاً، وفي مقدمتهم جاسم النبهان، ومرعي الحليان. ونقول لهم شكراً، وبانتظار المزيد.