بقلم : علي العمودي
يقوم عديد من الجهات والدوائر والمؤسسات بمواكبة تطلعات ورؤى القيادة الرشيدة لنشر وتعزيز مفهوم السعادة ممارسةً وأداءً لينعكس إيجاباً على حياة العاملين، وبالتالي سائر أفراد المجتمع. وقد أخذت تلك التطلعات منحى واضحاً وملموساً بعد أن ضم التشكيل الحكومي ولأول مرة على مستوى المنطقة والعالم وزيرة شابة للسعادة. بما يحمل ذلك الاختيار من ثقة وقناعة بدور المرأة والشباب في إحداث التغيير المنشود والعبور باطمئنان نحو المستقبل الأجمل والأسعد.
نعود لموضوع الدوائر والمؤسسات والجهات المعنية بتحقيق معنى ومفهوم السعادة، فتجد أن عديداً منها لا زال يتعامل مع الأمر تعاملاً مظهرياً بعيداً عن جوهر تلك التوجهات والتوجيهات السامية بتحقيق ونشر السعادة.
في إحدى الجهات التي ما برح المسؤول عنها «يلعلع» بتصريحاته الوردية عن السعادة، تجد المراجعين لها وكذلك العاملين فيها أكثر تعاسة جراء طبيعة الروتين المعقد فيها، وكثرة ترددهم عليها لتعدد الأوراق والبيانات المطلوبة لإنجاز هذه المعاملة أو تلك، وفي مقدمتها فاتورة الكهرباء.. نكتة كل موسم. والعاملون لا مبرر لهم في ذلك سوى «التعليمات واللوائح». وتسجل مثل هذه الدوائر والجهات أعلى معدلات الاستقالة رغم الراتب والامتيازات والمنافع الكثيرة. لتؤكد ما يذهب إليه كثير من خبراء الإدارة بأن الراتب الكبير والامتيازات العديدة لا تحقق لوحدها السعادة مقابل أهمية توفير بيئة السعادة وبيئة العمل الصحية.
وتجد المسؤول المعني عن تحقيق السعادة في تلك الجهات مفهومه لنشر وتحقيق السعادة وترسيخ الولاء المؤسسي ضحلاً لا يتعدى وضع لوحات وملصقات تدعو المراجعين والموظفين للابتسام بينما هو أكثرهم تجهماً. الابتسامة والاحترام أبسط ما يمكن أن يسعد الإنسان، وهي ممارسة حث عليها ديننا الحنيف قبل أن يظهر علينا مستشارو وخبراء علوم الإدارة من أصحاب البدل الفاخرة والحقائب الأنيقة، والشعر المصفف بعناية، وكأنه مستعد لإعلان عن «جل». فاقد الشيء لا يعطيه، فكيف نتوقع من شخص غير مستوعب لمعنى ومفهوم السعادة نقلها للآخرين ونشرها بينهم، ولكل من قادته الظروف لطرق بابه.
المسألة أبسط مما يعتقدون بلا تعقيد وتنظير، فبيئة العمل السعيدة تتحقق عندما يتخلص المعقدون من عقدهم ويمارسونها بعيداً عنا، ولا يجعلون تلك البيئة ساحة لتفريغ عقدهم وما في نفوسهم المكبوتة. فقط أفشوا السلام وانشروا الكلمة الصادقة الطيبة وميزوا الخبيث من الطيب.