بقلم : علي العمودي
تتواصل أصداء «الفزعة» الإماراتية الإنسانية بإجلاء رعايا عدد من الدول الشقيقة والصديقة من مقاطعة هوبي الصينية معقل فيروس كورونا، وإيوائهم في مدينة الإمارات الإنسانية بأبوظبي ريثما يتم الاطمئنان على أحوالهم الصحية قبل إعادتهم لبلدانهم.
موقف إنساني نبيل ومشرف ليس بغريب على «عيال زايد»، وقد تابعنا حرص متطوعي الإمارات المشاركين في مهمة الإجلاء والاستقبال ومتابعة شؤون الذين تم إجلاؤهم، على وصفهم بالضيوف و«إخواننا» اقتداءً براعي «الفزعة» والموقف الشهم النبيل، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي أكد لهم في رسالته الشخصية لكل فرد من أفراد المجموعة بأنهم بين أهلهم وأصدقائهم.
مواقف عظيمة لرجال عظام، ثمرة نبت عظيم ورؤية أعظم بأن الثروة هي في الخير وإسعاد الآخرين ومساعدتهم دون تفرقة أو تمييز، وإيمان أكبر بوحدة «المصير الإنساني».
مواقف ليست للاستعراض أو المزايدة بل من صميم القناعة بقيم غرسها زايد الخير، وجعل معها الإمارات منارة للخير والعطاء.
مؤخراً استضافت عاصمة «الحزم والأمل» الدورة الثانية لمنتدى الرياض الدولي الإنساني الذي نظمه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والذي أكدت خلاله الإمارات على العمل المشترك مع الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية في ما يتعلق بالعديد من القضايا والأزمات الإنسانية.
في ذلك المنتدى اطلع المشاركون على الإسهامات التي قدمتها الإمارات ومساعداتها خلال الأعوام العشرة الماضية، وحيث مثلت المساعدات التنموية نحو 88% من إجمالي المساعدات الخارجية. وتجاوزت خلال السنوات الثلاث الأخيرة فقط 20 مليار دولار.
شهد المنتدى كذلك إطلاق المملكة منصتي «الزوار» (اللاجئين) والبوابة السعودية للتطوع الخارجي، وهو ما يؤكد تطابق المواقف بين البلدين الشقيقين أنطلاقاً من إيمانهما بذات القيم والمبادئ الإنسانية التي تجمعهما في التعامل مع البشر وبالذات أولئك الذين تجبرهم الظروف على مغادرة بلدانهم، بينما تجد بعض المتاجرين بآلام البشر ومعاناتهم يستغلون اللاجئين أبشع استغلال، بل ويعتبرونهم ورقة من أوراق المساومة عليهم. كما هو الحال هذه الأيام على أبواب اليونان التي وجدت نفسها في مواجهة عشرات الآلاف من اللاجئين دفعت بهم تركيا لإحراج جارتها وابتزاز الاتحاد الأوروبي لتحقيق مكاسب سياسية.
قديماً قالوا «في المواقف الصعبة تظهر معادن الرجال»، ونبل القيادة وأصالة الإنسان، فكل الفخر والاعتزاز بـ«عيال زايد».