وافاني الصديق الدكتور عبدالفتاح نور أحمد، وزير الإعلام في ولاية بونتلاند الصومالية، بمقطع عن تغطية التلفزيون الرسمي للولاية لوصول مساعدات طبية من دولة الإمارات لدعم الأطقم الطبية هناك على التصدي لفيروس كورونا المستجد كوفيد 19، رغم عدم تسجيل أية إصابة هناك حتى الآن -ولله الحمد- وإنما كخطوة احترازية، بما يعبر عن رؤية تنطلق منها الإمارات في مساعدة الأشقاء والأصدقاء على تحصين مجتمعاتهم من جائحة تفتك بالعالم.
احتوى المقطع على رسالة شكر من سعيد عبدالله ديني، رئيس وزراء ولاية «بونتلاند»، يعبر فيها وأعضاء حكومته عن الشكر والامتنان لدولة الإمارات، قيادة وحكومة وشعباً، على هذا الموقف الأخوي والإنساني النبيل، وهو ليس بالغريب على أبناء الإمارات تجاه شعب شقيق تربطنا به علاقات تاريخية ضاربة الجذور في القدم، كما قال وزير إعلام الولاية في التغطية المتلفزة لوصول الإمدادات الإغاثية الإماراتية. 
الكثير من أبناء الجيل الحالي لا يعرفون شيئاً عن تلك الروابط التاريخية، فقد كان الميناء الرئيس للولاية «بوصاصو» يسمى «بندر قاسم»، واُستخدم محطة لأسطول القواسم. كما أن قبائل المنطقة «الدارود» يتحدرون من جنوب شرق الجزيرة العربية، تحديداً بلاد المهرة وجزيرة سقطرى.
تذكر كتب التاريخ أن قدماء الفراعنة أول من أشار لهذه المنطقة باسم «بلاد بونت»، يقول عالم الآثار المصري الشهير زاهي حواس إن «رحلة الملكة حتشبسوت إلى بلاد بونت تعتبر من أهم الأحداث التى حدثت خلال حكم الملكة لمصر وهي رحلة تجارية حدثت في العام الثامن من حكمها (القرن الرابع عشر قبل الميلاد)، وقد علمنا ذلك من الكتابات التي قامت الملكة بسردها على جدران معبدها بالدير البحري. وقد ذكرت في بداية هذه الكتابات أن الإله آمون هو من أوحى لها بالقيام بالرحلة وأمرها أن تذهب إلى بلاد بونت لكي تحضر البخور والأصباغ والعطور اللازمة لممارسة الطقوس الإلهية».
في أوقات المحن والشدائد تظهر معادن ومواقف الرجال، وفي هذا الوقت العصيب الذي تمر به البشرية سيذكر التاريخ بكل الإجلال والتقدير المواقف الناصعة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ووقفة الإمارات مع الشقيق والصديق.
لأهلنا وأشقائنا وأصدقائنا في كل مكان نقول «لا شكر على واجب»، حفظ الله الإمارات.