بقلم : علي العمودي
أشادت بلدية أبوظبي مؤخراً بمستوى الالتزام الكبير بقرار حظر التدخين في الأماكن العامة بعاصمتنا الحبيبة، لا سيما في المراكز التجارية والمرافق الأخرى، كما أعلنت عدم تسجيلها أي مخالفة في المناطق الواقعة ضمن اختصاصها، وهو ما يجسد حرص الغالبية العظمى على الالتزام بالقانون وممارسة هذا السلوك الحضاري والصحي.
مقابل هذا الحرص والالتزام المسؤول، نشاهد نوعية من البشر غير قادرين على السيطرة على رغباتهم حتى وإن كان الأمر يحمل مخاطر جمة على أقرب الناس إليهم وعلى الآخرين.
ولعل أكثر المشاهد الصارخة لهذه التجاوزات في المقاهي، المنتشرة بالمراكز التجارية، تجد بعضهم ينزوي في مكان يستطيع أن ينفث فيه بعضاً من دخانه في تصرف صبياني غير مسؤول رغم الشعر الأبيض الذي يغمر رأسه. وكذلك ما نشاهد في مقاهي «الشيشة» جراء إصرار بعض الآباء والأمهات أصطحاب صغارهم الذين يستنشقون كميات لا قبل لهم بها من الدخان. وهناك بعض هذه المقاهي التي تصر على إزعاج سكان البنايات ليس فقط بانتشار الكراسي والطاولات على مداخلها، وإنما بإصرارهم على خدمات التوصيل للبنايات المجاورة!!. لترتفع الأصوات متسائلة عن سر تأخر البلدية في تنفيذ قرار إبعاد هذه المقاهي إلى خارج الأماكن السكنية.
ومن مشاهد الاستهتار أيضاً رؤية شاب يستل «مدواخه»، بينما هو بانتظار تنظيف سيارته في إحدى محطات «أدنوك» رغم اللوحات التحذيرية المشددة. بعض هؤلاء المستهترين يعتقد أنه فوق القانون، فتجده يرد بكل فظاظة على العامل البسيط في محطة أو مقهى «المول»، والذي يضطر للسكوت عن هذا التجاوز.
بلدية أبوظبي مدعوة للتعامل بحزم أمام تجاوزات القلة، دعماً للسلوك الحضاري الذي نجحت في نشره من خلال المتابعة المتواصلة لمستوى الالتزام بالقوانين، حتى يصبح ممارسة يومية للفرد في المجتمع.
كما الإخوة في «مظهر المدينة» مدعوون للتصدي للمظهر غير الحضاري الذي نشاهده عند مداخل بعض الدوائر، والبنايات التجارية، حيث تغطي أرضياتها أعقاب السجائر، مع وجود طفايات خاصة أمامها. ويستدعي معها المرء طفايات الجيب التي تشاهد مع المدخنين اليابانيين، وتفرغ بعد ذلك عند أقرب طفاية. وكذلك الالتزام الصارم في سنغافورة للحفاظ على نظافة الأماكن العامة. الالتزام بالقانون والحفاظ على نظافة الأماكن العامة ممارسة راقية، وسلوك حضاري، علينا نشره وتشجيعه، بالمتابعة، وشكراً لكل حريص.
ali.alamodi@alittihad.ae