بقلم - علي العمودي
أينما يكون خير وفرح وسلام يسطع اسم الإمارات، تنطق ببريقه الوجوه بشرا وتلهج به الألسنة حباً وامتناناً، وبالأمس القريب كانت بلاد «زايد الخير» حاضرة في جنوب السودان«جوبا» وهي تحتضن توقيع اتفاق السلام بين الحكومة السودانية والجبهة الثورية التي تضم حركات مسلحة قاتلت في دارفور وولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.
اتفاق، وإن بدا سودانياً - سودانياً إلا أن الجهد الإماراتي كان ملموساً، يترجم رؤية قيادة حكيمة وضعت السلام نصب عينيها خياراً استراتيجياً يحقق للدول أمنها واستقرارها، لتتفرغ للبناء والتنمية وتحقيق الازدهار والرخاء لشعوبها.
«اتفاق جوبا» وضع نهاية لأكثر من 17 عاماً من حرب أهلية كانت لها - مثل كل النزاعات المدمرة- آثارها الكارثية على استقرار السودان ووحدته واقتصاده الوطني، ناهيك عن المعاناة الإنسانية التي أدت إلى تشريد أكثر من ثلاثة ملايين إنسان من سكان إقليم دارفور فقط، وكذلك مئات الآلاف الآخرين في جنوب كردفان والنيل الأزرق.
وقد حرص الفرقاء المعنيون بالاتفاق، سواء من كبار المسؤولين الحكوميين السودانيين أو ممثلي الحركات الموقعة، على الإشادة بالدور الإماراتي الذي أتاح التوقيع على الاتفاق الذي رحبت به الدولة، وأكدت معه وقوفها التام مع السودان الشقيق، ودعمها المتواصل لكل ما يسهم في تعزيز أمنه واستقراره ورخائه، وبما يحقق تطلعات وآمال الشعب السوداني في التنمية والازدهار والاستقرار.
التزام الإمارات تجاه الأشقاء في السودان التزام مبدئي ينطلق من قيم المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ويجسد الروابط التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين، وقد كانت الإمارات إلى جانب السودان في مختلف الظروف والأحوال، وبالأخص في الظروف الدقيقة التي يمر بها حالياً، وتمثل ذلك بتقديم ودائع مليارية في مصرفه المركزي دعماً لاحتياطيه من النقد الأجنبي، لتلبية احتياجات وارداته وتعزيز عملته الوطنية، وتقديم مشتقات نفطية ومساعدات إنسانية ومشاريع تنموية لتجاوز هذه المرحلة المفصلية من تاريخه.
الإسهام الإماراتي في سلام السودان محطة من محطات مشرقة صنعتها رؤية قيادتنا الحكيمة التي نجحت، بفضل جهود صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في إنهاء أطول صراع مسلح في أفريقيا بين إثيوبيا وإريتريا، وساعدت الأشقاء في اليمن على التوصل لاتفاق الرياض، والشواهد عديدة.. حفظ الله الإمارات منارة للحق والسلام.