وداعاً علي الجاك

وداعاً.. علي الجاك

وداعاً.. علي الجاك

 صوت الإمارات -

وداعاً علي الجاك

علي العمودي
بقلم : علي العمودي

الليلة قبل الماضية خيّم حزن شديد على قاعة التحرير في «الاتحاد» الصحيفة التي نتشرف بالانتساب إليها، والعاملون فيها يتلقون ذلك الخبر الصادم والفاجع بوفاة أخ عزيز وزميل فاضل هو الفنان والمخرج الفني علي الجاك الذين عرفته وعرفه الكل بدماثة الخلق وطيب المعشر اللذين يميزان طباع وسجايا أشقائنا السودانيين، وزاد الجاك بمهنيته العالية، وموهبته الإبداعية الكبيرة.
أمس، احتضن ثرى الإمارات الطاهر بحب وحنو جسد علي الجاك، بذات الحب الذي يكنه الراحل العزيز للإمارات وأهلها على مدى عقود من الزمن عاش وعمل بيننا في مواقع ومهام عديدة، وضمن المشهد الثقافي والفني، كان الإبداع عنوانه الأول. وبذات الحنو الذي كان يميزه في عمله وعلاقته بكل من عرفه، وهو لا يبخل بعلمه وخبراته وفنه على الجميع، وبكل تواضع وخُلق رفيع لإنسان يتبتل في محراب الثقافة والفن. 
اقتربت منه عندما تولى إخراج وتصميم غلاف كتابي الأول «يوميات من القرن الأفريقي» الذي تكفلت بإعداده وتجهيزاته الفنية «أبوظبي للإعلام» الصرح الذي يجمعنا. وجدته يشاركني ذات العشق للقارة السمراء وموسوعي المعرفة بخبايا ومكنونات ثقافاتها وفنونها الثرة، وكان مدرسة بحد ذاتها.
يقول أستاذ علم الجمال الفنان التشكيلي الدكتور عمر عبدالعزيز لقد كان للجاك «جملته البصرية والاستثنائية من خلال العلاقة باللون والفراغ والاحتشاد، وكامل التناصات والتقاطعات المرئية واللامرئية في الصورة الواحدة». قبل رحلته الأخيرة مع المرض، كنت أمازحه «أما آن لهذا الجسد والإنسان أن يستريح؟»، وكان يرد بهدوئه المعتاد وبنبرته الهامسة «بيكاسو كان يرسم على أعتاب التسعين، الإبداع والقدرة على العطاء يا صديقي لا عمر أو زمن له». وقد كان في ذلك مثالاً للالتزام والمواظبة على العمل وقدوة للجميع في التفاني مهما كانت الظروف. وأتذكر كيف كان يتحامل على نفسه ومرضه غير آبه لدعوات زملائه بالراحة ليكمن في خندقه خلف شاشة الكمبيوتر ليقدم صفحات وأغلفة للكتب تقطر عذوبة وفناً في زمن «الجملة البصرية الاستثنائية»، بعد استيعاب كل حرف في النص المقدم ودلالاته.
اليوم وقد ترجل الجاك في المحطة الأخيرة لحياة كل مخلوق، نعزي أنفسنا وأسرته، سائلين المولى عز وجل أن تتنزل عليه شآبيب رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويلهمنا وعائلته ومحبيه الصبر والسلوان. 
وداعاً علي الجاك.. الفنان الإنسان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وداعاً علي الجاك وداعاً علي الجاك



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:34 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تتهرب من تحمل المسؤولية

GMT 15:30 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

إعصار الهند وسريلانكا يحصد مزيداً من القتلى

GMT 18:33 2018 السبت ,17 شباط / فبراير

"شقة عم نجيب" تُعيد هبة توفيق إلى خشبة المسرح

GMT 10:31 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

فورد F-150 تحصل على محرك ديزل لأول مرة

GMT 05:57 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

أحمد خالد أمين يوضح أن هنادي مهنا أول مولودة له كمخرج

GMT 06:17 2013 الأربعاء ,27 شباط / فبراير

صدور رواية "دروب الفقدان"للقاص عبد الله صخي

GMT 14:11 2013 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

" ميّال" رواية جديدة للروائي السعودي عبدالله ثابت

GMT 20:20 2014 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

صدور كتاب "الأمير عبدالله بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود"

GMT 21:49 2013 الأربعاء ,15 أيار / مايو

ورزازات عاصمة السينما وهوليود المغرب

GMT 21:45 2014 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

"جاليري" المرخية ينظم معرضًا فنيًا الثلاثاء في "كتارا"

GMT 03:14 2021 الثلاثاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

تطوير علاج عن طريق الفم لكورونا ينتظر الموافقة عليه

GMT 07:35 2020 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

تقارير تكشف أن الذئاب تستعد لغزو "العالم المتقدم"

GMT 01:10 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

طيران الإمارات تتوقع 5 ملايين مسافر في 18 يومًا

GMT 13:07 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

صابرين تروي قصة فشلها في تأسيس وإدارة المشروعات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates