وداعاً أبا باسم

وداعاً أبا باسم

وداعاً أبا باسم

 صوت الإمارات -

وداعاً أبا باسم

علي العمودي
بقلم - علي العمودي

ترجل فارس من أبرز فرسان مسيرتنا الإعلامية، فقد فقدنا فجر أمس قامة إماراتية بارزة، بوفاة المعلم والأب والأخ الكبير والصديق الأستاذ الفاضل إبراهيم العابد، الذي غادر دنيانا الفانية فجأة ومن دون مقدمات، ليصدم رحيله المباغت كل من عرفه عن قرب، وأحسب نفسي أحدهم.
عرفته عندما دخلت مكتبه لأول مرة أواخر السبعينيات، في تلك الشقة المتواضعة من المبنى المطل على شارع الشيخ راشد بن سعيد في العاصمة، وكانت تتخذه وكالة أنباء الإمارات مقراً لها، وفي شقة مجاورة كان مقر جريدة «الاتحاد»، كنت برفقة صحفي إيطالي مترجماً، في تلك المرحلة المبكرة التي كان يتشكل فيها الإعلام الخارجي لدولة الإمارات، من خلال وزارة الإعلام والثقافة في ذلك الوقت، بقيادة الشيخ أحمد بن حامد رحمه الله، والدكتور عبدالله النويس متعه الله بالصحة، وقد كان الفقيد أحد مهندسي «الإعلام الخارجي» ومؤسسيه في تلك المرحلة المبكرة من قيام الدولة، حيث كانت تتعرض لحملات إعلامية تشكك في اتحاد الدولة الفتية ومسيرتها الاتحادية.
وقد كان يولي هذا الجانب جل وقته واهتمامه، ويعتبر الكتاب السنوي الذي كانت تصدره الوزارة أحد أدوات إبراز ثمار المسيرة والنهضة المباركة.
كان الفقيد مدرسة فريدة في البذل والعطاء والتفاني في العمل والتواضع ونكران الذات والعزوف عن الأضواء، يتصل بنا أو نتصل به في ساعات متأخرة من الليل، وخلال أوقات الدوام الرسمي، وكثيراً في أيام العطلات فنجده بذات الهمة العظيمة والروح المرحة والطيبة يرد على استفساراتنا أو نسمع ملاحظاته بكل محبة وحرص، فقد كان موسوعياً في العلم والخبرة، وحتى في أيامه الأخيرة لم يزده الزمن إلا عزيمة وقوة وجلداً.
كتبت عنه في مناسبات تكريمه من لدن قيادتنا الرشيدة، فيتصل معاتباً بأنه لم يكن ليقوم إلا بواجبه تجاه الوطن، فقد كان اسم الإمارات وصورة الإمارات في كل المحافل بالنسبة له أموراً لا تقبل إلا التمام والكمال، ولمست ذلك عن كثب أيضاً من خلال «الإعلام الخارجي»، ومشاركات الإمارات في معارض إكسبو، التي تابعت كل محطاتها معه، وفي كل ملتقى ومنتدى إعلامي داخل الإمارات وخارجها.
خالص العزاء والمواساة لرفيقة دربه المربية الفاضلة السيدة نظمية «أم باسم»، ولباسم وإخوته وجميع أفراد عائلته الصغيرة والكبيرة ومحبيه وتلاميذه، ألهمهم الله وألهمنا الصبر والسلوان، رحم الله أبا باسم وأسكنه فسيح جناته.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وداعاً أبا باسم وداعاً أبا باسم



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 13:56 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حماسية وجيدة خلال هذا الشهر

GMT 09:22 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 13:28 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حذرة خلال هذا الشهر

GMT 21:40 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 08:30 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير بان كيك دايت شوفان سهل ومفيد

GMT 14:47 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

فيفي عبده تردّ على منتقدي شكل حواجبها مع رامز جلال

GMT 18:22 2015 السبت ,06 حزيران / يونيو

صدور "حكومة الوفد الأخيرة 1950-1952" لنجوى إسماعيل

GMT 08:05 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين ومفارقات حقوق الإنسان

GMT 08:09 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"بيجو" تحذر من انها لن تتراجع عن اغلاق مصنع لها

GMT 15:07 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أردنية تُنشئ مجموعة إلكترونية لتشجيع المرأة على النجاح

GMT 19:43 2020 الجمعة ,11 أيلول / سبتمبر

زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب جزر الكوريل في شرق روسيا

GMT 07:51 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنيه المصري يرتفع أمام الدولار بنسبة 10.3% منذ بداية 2019

GMT 14:09 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

إليسا تعود لإحياء الحفلات في مصر وتلتقي بجمهورها

GMT 10:49 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

"تويوتا" تعدل أحدث نموذج من سيارتها التي يعشقها الملايين

GMT 06:15 2019 الأحد ,14 إبريل / نيسان

هاني سلامة يفقد الذاكرة في مُسلسله الجديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates