بقلم - علي العمودي
توقعت أن تبادر بعض الجهات، مثل «تنمية المجتمع»، وهيئة «معاً»، وتنضم للجهد الكبير لشرطة أبوظبي، وهي تنظم منذ اليومين الماضيين عند تقاطع شارع راشد بن سعيد، وهزاع بن زايد الأول وجود المئات من العمالة الآسيوية أمام مكاتب شركة طيرانهم الوطني، لترتيب عودتهم إلى بلادهم ضمن رحلات الإجلاء المتفق عليها بسبب تداعيات جائحة كورونا.
لولا جهود شرطة أبوظبي ودورياتها التي كانت موجودة في المكان على امتداد ساعات العمل، لكنا أمام مشاهد غير حضارية من التجمهر والتكدس، وعدم الالتزام بالتباعد الجسدي، وفوق ذلك، صور وأوضاع مرهقة للواقفين في الطوابير، وحتى لسكان البنايات في ذلك المحيط، والمراجعين للمكاتب والمصارف والمحال والمرافق الواقعة هناك، وشعر بها كل من قادته الظروف للمرور بالمكان الواقع في شارع مزدحم بالحركة من قلب العاصمة.
مشاركة «تنمية المجتمع»، وهيئة «معاً» كانت ستصنع فارقاً إذا ما شاركت فرق متطوعيها في التنظيم، وتولت إحضار العمال على دفعات، لتقليل فرص بقائهم لفترات طويلة تحت الشمس، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة هذه الأيام، وتوفير المياه الباردة والعصائر، والتنسيق مع سفارتهم، لضمان سلاسة التنظيم وراحة العمال الذين ننظر إليهم بكل تقدير واعتزاز، فقد كانوا جزءاً من مسيرة البناء، و«شركاءنا في التنمية»، كما تطلق عليهم وزارة الموارد البشرية والتوطين في كل مناسبة تتعلق بالعمال والاحتفاء بهم.
لقد كان للوزارة مبادرات طيبة مع النُذر الأولى لتداعيات الجائحة، عندما يسرت التوفيق بين العمال والشركات التي يعملون فيها، من خلال التوصل لصيغ الإجازات المفتوحة، وتسهيل التنقل بين تلك الشركات، وغيرها من الصيغ الهادفة لضمان حقوق طرفي العمل. وقدمت العديد من التسهيلات للتخفيف إلى أبعد الحدود من تأثيرات الوضع الطارئ عليهم وعلى غيرهم، سواء من أصحاب الشركات أو العاملين فيها.
جهود كبيرة ومتكاملة من كل تلك الجهات والدوائر، لا ينبغي أن ينال منها مشهد غير حضاري يتسبب فيه سوء تنظيم أو ترتيب، جراء غياب التنسيق والتخطيط للكيفية التي يجب التعامل بها لضمان الانسيابية والتعامل بإيجابية مع احتياجات العمال الذين نحرص على أن يعودوا لبلدانهم، حاملين أجمل وأطيب الذكريات عن وطن فتح أمامهم أبواب الرزق والعيش الكريم، وكان لهم بمثابة الوطن الثاني، وهو يحيطهم بدفء الرعاية والاهتمام وكرم الضيافة وحسن المعاملة في أجواء مثلى من التسامح والاحترام.