بقلم : علي العمودي
موقف إماراتي مبدئي أصيل أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خلال اتصاله مؤخراً بالدكتور عبدالله حمدوك رئيس وزراء جمهورية السودان الشقيقة للاطمئنان عليه بعد محاولة الاغتيال الغادرة والآثمة التي تعرض لها، مجدداً سموه رفض الإمارات أي مساس بأمنه واستقراره، ووقوفها إلى جانبه فيما يصبو إليه من تحقيق آمال وطموحات مواطنيه بغد أفضل وحياة كريمة جدير بها هذا الشعب الأبي الذي تربطنا به وشائج وروابط تاريخية، ونتذكر دائماً بكل الوفاء والتقدير والامتنان إسهامات العقول والسواعد السمراء التي قدمت من أرض النيلين لتشارك في بناء نهضة الإمارات في تلك المرحلة المبكرة من تاريخ البلاد، وفي مختلف مواقع البناء والتنمية.
المحاولة الفاشلة والغادرة التي تعرض لها الرجل -الذي يراهن عليه السودانيون لعبور الانعطافة التاريخية التي يمرون بها- دليل على مقدار الحقد الذي يميز «إخوان الشياطين» وعدم تقبلهم لإرادة الشعوب، وهم يعتقدون أنهم أوصياء عليهم وعلى تطلعاتهم نحو غد أفضل وأكثر اتساعاً لكل الناس من مختلف الأطياف والمكونات، خاصة في حال بلد كالسودان غني بتفاصيله ومكوناته زاخر بثرواته وطاقات أبنائه.
المحاولة الإرهابية الفاشلة والغريبة على قيم الشعب السوداني الأصيل تكشف خواء هذه الجماعة التي انتشرت كالسرطان ونشرت خلاياها في كل مفاصل الدولة في ظل النظام السابق، ولم تكن لتتصور أنها بعد كل هذه العقود ستقتلعها الجماهير التي ضاقت ذرعاً بممارساتها بعد أن جعلت البلاد وكراً لشذاذ الآفاق من الجماعات الإرهابية من شتى الاتجاهات والتوجهات ومن مختلف بقاع الأرض.
التقيت الدكتور حمدوك في أول زيارة له للإمارات في حوار نشرته «الاتحاد» في حينه، وأقر فيه بصعوبة تفكيك «الدولة العميقة» التي خلفها النظام، ولكنها لم تكن مهمة مستحيلة على رجال بقوته ورؤاه وشباب ثار على تلك الأوضاع.
اليوم تلك الفلول الإرهابية تعتقد بمحاولاتها البائسة تلك أنها قادرة على إيقاف عجلة التاريخ وتحدي إرادة الشرفاء الذين ينعمون بإطلالة «الصبح» عندما يصبح. وعندما يتبدد السجن والسجان، فلا يبقى ضمن أسواره إلا اللصوص وناهبو ثروات الشعوب وراهنو مقدرات الفقراء لصالح الجماعات الإرهابية التي كانوا يوفرون لها الدعم حتى أصبح السودان في القوائم الدولية لدعم الإرهاب.
وها هو ذا السودان يتحرر اليوم من تلك القوائم وينطلق للمستقبل بإرادة أبنائه ودعم وتضامن أشقائه وكلنا مع السودان.