بقلم : علي العمودي
تعيش حضرموت هذه الأيام فرحة كبيرة، وهي تحتفل بتطهير ترابها من دنس ورجس وشر إرهاب «القاعدة» و شراذم شذاذ الآفاق من المتاجرين بالدين الذين استغلوا انهيار الدولة اليمنية في صنعاء على يد عصابات الحوثي والمخلوع غير الصالح، فاعتقدوا أن حضرموت ستكون ملاذاً آمناً لهم ولأوهامهم.
في حضرموت الفرح والأمل، وفي مهرجانات واحتفالات السعادة في «سعاد» كانت أعلام الإمارات ترتفع في كل مكان وصور قادتها وعبارات الشكر والامتنان تعلو معالمها للتعبير عن الوفاء و التقدير لأبطال الإمارات الذين ساهموا في صنع الفرح و استعادة حضرموت من الإرهابيين، كانت الألسن تعجز عن التعبير عما يجيش في الصدور من شكر وفخر وامتنان بالإمارات وقادة الإمارات، وأبطال الإمارات لما قدموا لصنع الانتصار و إعادة الفرح على إيقاع الدان الحضرمي الشهير، وهل هناك أغلى قدراً ومقاماً ممن جاءك مغيثاً حاملاً روحه على كفه ليروي بالدم ملحمة النصر والمساهمة في صنع المستقبل الجدير بأحفاد أولئك الذين شقوا الفيافي و مخروا عباب البحار لينشروا الحضارة ودين الحق في أقصى شرق الأرض وغربها وقيم التسامح والتعايش أينما حلوا أو ارتحلوا.
كانت معالم بهجة وفرحة أهل حضرموت بالإمارات تنتشر في كل ركن وزاوية في بلاد الأحقاف، تحاول الوفاء لأهل إمارات الوفاء بالحرف وبالكلمة والمغنى.
كيف لا وقد نعموا بقطاف تلك التضحيات الغالية أمناً واستقراراً ورخاءً وازدهاراً، وهم يلمسون ولأول مرة منذ أكثر من40 عاماً عوائد الخير المستخرج من باطن أرضهم وأعماق بحرهم الذي شهد رحلاتهم نحو أصقاع الأرض.
أمام هذه الصورة البهية من الفرح والاعتزاز تحركت أبواق الحقد لتحاول تصوير المشهد على غير حقيقته، وتتحدث عن مآرب ومقاصد وأهداف ومطامع للإمارات والسعودية في حضرموت و سقطرى، ولا وجود لها إلا في عقولهم المريضة وصدورهم الحاقدة غير القادرة على إدراك الارتباط التاريخي ووشائج القربى ووحدة المصير المعمدة بدماء شهدائنا الأبرار.
حضرموت تحتفل اليوم بالذكرى الأولى لتحريرها، وهي تعقد مؤتمرها الجامع لرسم ملامح الغد الآتي جزءاً أصيلاً ضمن محيطها وموقعها من أرض الخليج والجزيرة العربية التي تهب عليها بشائر النصر القريب بدحر المشروع التوسعي الإيراني من كامل اليمن و استعادة الشرعية، وبناء النموذج الذي يتوافق عليه أبناؤه بعيداً عن عقليات الهيمنة والتهميش والإقصاء. هنيئاً لحضرموت أفراحها وبإذن الله قريباً الفرحة الكبيرة بالنصر التام.
المصدر : الاتحاد