بقلم : علي العمودي
تختتم اليوم فعاليات الدورة الـ16 من منتدى الإعلام العربي الذي تنتظم دوراته برعاية وحدب من لدن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وتحول معها المنتدى لمنصة جامعة لأهل الفكر والقلم والإبداع في عالمنا العربي، وأصبح عيداً للإعلاميين في عالمنا العربي الذين يتطلعون دوماً لهذه المنارة الساطعة في منطقتنا، وهي تشع نوراً وضياءً وعطاءً، ويرصدون ويتابعون معها جديداً يضاف لمسيرتهم المهنية.
كانت دورة هذا العام مميزة بكل المقاييس التي تؤكد معها الإمارات ومدينة دبي أنها عاصمة للتجديد والابتكار، وحفِل المنتدى الذي انعقد تحت شعار «حوار الحضارات» بكم كبير ونوعي من الجلسات والمتحدثين، وبما يؤكد الرسالة الحضارية للإمارات بالحرص على الحوار باعتباره المدخل الصحيح والصحي للتعامل مع مختلف التحديات التي واجهت وتواجه المنطقة، وفي كل مرة تتأزم فيها الأحوال وتتوالى الخطوب، تجد أن الشرارات الأولى لتفريخ الأزمات «تتوالد من غياب الحوار»، وما شاهدناه خلال السنوات القليلة الماضية من أحداث وانهيارات دامية مدمرة في العديد من مناطق عالمنا العربي والإسلامي نتاج ظهور جماعات التخلف والانغلاق وإقصاء الآخر ورفض التحاور بعد أن تزودت بفتاوى دكاكين الإفتاء المتاجرة بالدين، والتي تبيح إهدار دم كل من يختلف معها وجعل كل من يتبعه ذلك الآخر سبايا وغنائم لها. في ظل هذا المشهد المريع تناسل «دواعش العصر» ومتطرفي الدعوة للقتل على الهوية و«إخوان الشياطين» ومحترفي المغامرات.
عند ممشى المنتدى كان هناك نموذج لمسرح تدمر، وما أدراك ما تدمر، موطن الملكة زنوبيا التي كانت ذات زمن غابر مركزاً سياسياً واقتصادياً وثقافياً كبيراً، وغير بعيد عن ذلك المسرح كان مقر مجلس الشيوخ الذي يروي عراقة المشاركة السياسية في المنطقة اختياراً موفقاً لمقر المنتدى، بعدما اعتقد «دواعش» العصر أنهم قد اغتالوا روح الحضارة عندما شرعوا في تدمير شواهد وأوابد الحضارة.
يسدل الستار على فعاليات المنتدى وقد ظفر بجوائزه من استحقها، ويظل الفائز الأكبر الإمارات موطن التلاقي والإخاء وإعلاء روح وقيم الحوار، الشكر والامتنان لراعي المنتدى فارس الطموح والكلمة الحرة المسؤولة، والتحية والتقدير للجنود المجهولين في نادي دبي للصحافة الذي يصلون الليل بالنهار لجعل يومي المنتدى ذكرى طيبة جميلة لا تنسى في رحاب «دانة الدنيا».
المصدر : الاتحاد