بقلم : علي العمودي
الجولات الميدانية لمرافق العمل والإنتاج ومتابعة أحوال المواطنين سمة قيادتنا الرشيدة التي صنعت نموذج البناء الملهم لإمارات الخير والعطاء، وقد تداول الناس خلال اليومين الماضيين مقطعاً مصوراً لفخر الوطن ورمز عزته وشموخه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وهو يحلق بمروحية يقودها فوق المرتفعات الجبلية متفقداً الأوضاع في أعقاب حالة عدم الاستقرار المناخي التي شهدتها البلاد مؤخراً وما صاحبها من رياح شديدة وأمطار غزيرة في مناطق مختلفة من وطن الخير والمحبة.
الأحوال الجوية والمناخية تشهدها مناطق عدة في عالمنا من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه، ولكن الفرق في مواجهة تداعيات وتحديات ما قبل وبعد تلك التقلبات يكمن في درجة التنبؤ بها والاستعداد لها وتحذير الناس منها.
نحن هنا ولله الحمد نجد أن المركز الوطني للأرصاد والزلازل يحذر دوماً في نشراته على مدار الساعة من التغيرات وما قد يصاحبها، وكذلك أجهزة الشرطة والمرور وأيضاً البلديات والشركات المتعاقدة معها تستنفر طاقاتها وأطقمها الفنية وآلياتها لمواجهة الطوارئ. كما أن وجود الهيئة الوطنية للأزمات والكوارث يعد علامة فارقة في درجة الاستعداد واليقظة للتعامل مع أي تطورات على الساحة مهما كانت درجتها أو قوتها وعلى أي مستوى أو نوع ذلك الطارئ الذي قد يؤثر على حياة السكان.
للأسف، البعض منا لا يلقي بالاً لتلك التحذيرات، وعند تسجيل تطور ما تجده يعاني آثاره ويبدأ في توزيع الاتهامات بالتقصير هنا وهناك.
ظروف ومتغيرات مناخية تتطلب في المقام الأول تعاون المعنيين به في المجتمع، ولا ننتظر فقط دون تحريك أي ساكن، ريثما تصل آليات البلدية أو دوريات الشرطة والمرور لتنظيم حركة السير، لا سيما أولئك الذين يتجمعون بمركباتهم عند مناطق جريان السدود أو الذين يصرون على السير وبتهور في الأماكن التي يتم التحذير من التواجد فيها.
قادتنا في جولاتهم هم قدوة لنا في متابعة الأمور وتفقد الاستعدادات لضمان سلامة الجميع، ومن جهتنا كل في مجتمعه الصغير وأسرته يفترض به التفاعل والإيجابية في التعامل مع تلك التحذيرات، فهي من أجل صالح وسلامة الجميع، من دون الانتقاص من جهود الآخرين، فالمتابعة الميدانية تضع الجميع أمام مسؤولياته، خاصة إذا ما كانت هناك ثغرات تتطلب سرعة المبادرة والحل.
المصدر : الاتحاد