بقلم - علي العمودي
ذات مرة وفي المجلس العامر لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أشار سموه لصديقه الجالس إلى جواره بيل غيتس أغنى رجل في العالم والمؤسس المشارك لمؤسسة بيل وميليندا غيتس، وقال إن هذا الرجل غير مسلم ومع هذا يساهم تمويلاً وتنفيذاً في أكبر حملة لتطعيم الأطفال في بلدان مسلمة، ليؤكد أن فعل الخير لا يقتصر على دين معين واتباع دين معين.
وكان سموه يتحدث عن أضخم جهد إنساني شاركت فيه دولة الإمارات لاستئصال هذا المرض من أفغانستان وباكستان، وحيث قوافل الخير الإماراتية وصلت لمناطق خطرة هناك لإنقاذ الأطفال من شرور هذا الداء الفتاك بالطفولة وأحلامها في مستقبل يليق بالإنسان وكرامته في هذا العالم.
وها هم الأصدقاء الخيرون يجتمعون مجدداً تحت سقف منتدى «بلوغ الميل الأخير» الذي استضافته عاصمتنا الحبيبة عاصمة الإنسانية برعاية سموه الذي شهد جانباً من جلساته وقدم 160 مليون دولار ليصل إجمالي المساهمات المقدمة خلال المنتدى إلى 2.6 مليار دولار في إطار المرحلة من الجهود الإنسانية النبيلة التي تتقدمها الإمارات للقضاء على هذا المرض وغيره من الأمراض الوبائية والمعدية، وحرصت الإمارات - ممثلة في سموه- على تكريم الفائزين بجائزة «ريتش 2019» من أولئك المبتكرين والملهمين في مجال الرعاية الصحية والذين قال عنهم سموه «يشكلون مصدر الرعاية الصحية الوحيد لمليار نسمة»،
و«ينيرون بعزمهم وإصرارهم الدرب لضمان الحياة الصحية والكريمة لأكثر شعوب العالم فقراً وضعفاً».
انعقاد المنتدى وحفل التكريم في رحاب متحف «لوفر أبوظبي» رسالة تجسد رؤية الإمارات وقيادتها باحتضان كل عمل خيّر ونيّر وحضاري لأجل خير الإنسانية دون تمييز بسبب لون أو عرق أو معتقد، بل التركيز على المشتركات التي تجمعنا كبشر نحرص على العيش المشترك بسلام وحياة تحترم كرامة الإنسان وحقه الطبيعي في الحياة الكريمة.
كما تعبر عن جهد مشترك لرص الصفوف وحشد الطاقات والموارد للتصدي لشرور الجماعات المتطرفة التي ترفع شعارات تتمسح وتتاجر بالدين، وفي الوقت ذاته تتفنن هذه الجماعات في قهر الإنسان وجعله أسير ثالوث الفقر والجهل والمرض، وهي الحالة السائدة في تلك المجتمعات التي تعيث فيها خراباً وقتلاً ودماراً.
اجتماعات أبوظبي عهد يتجدد أن نكونَ معاً حتى «بلوغ الميل الأخير» لدحر الأمراض والارتقاء بالإنسان أينما كان.