بقلم : علي العمودي
ذات مرة وفي بلدة سويسرية هادئة لاحظت سيدة مسنة من شرفتها حركة غير عادية في مدخل المنزل الواقع محل إقامتها، فلم تتردد في الاتصال بالشرطة التي سارعت للحضور لتعتقل شخصين مشبوهين سرعان ما تبين أنهما كانا من عملاء الموساد الإسرائيلي اللذين كانا يحاولان زرع جهاز للتنصت على «الهدف» مما تسبب في أزمة دبلوماسية بين الجانبين.
في واقعة أخرى حدثني صديق يعمل هناك كيف وجد نفسه وجها لوجه مع دورية للشرطة حضرت للمنزل الكائن في ضواحى جنيف لمجرد اشتباه أحد الجيران به فقد كان مجرد ضيف على صاحب الدار الذي ترك صديقه وحيدا لبعض الوقت ريثما ينجز بعض الأعمال الخاصة به في المدينة.
حس أمني رفيع هو مفتاح الإبلاغ عن الجريمة، وهي ثقافة بحد ذاتها في العديد من تلك المجتمعات، وتسهم في دعم جهود رجال الشرطة والأمن لتحقيق استقرار المجتمع وتوطيد وترسيخ صورة المجتمعات الآمنة.
لقد كان هذا الجانب محور حديث معالي اللواء محمد خلفان الرميثي القائد العام لشرطة أبوظبي خلال مشاركته في ندوة «الوعي الأمني وحماية المجتمع» التي استضافها مجلس بني ياس مؤخرا، حيث أكد معاليه الحرص على استهداف الجمهور في حفظ الأمن، وهو الأساس ذاته الذي تقوم عليه مبادرة شكلنا شرطة» التي أطلقتها القيادة العامة لشرطة أبوظبي، امتداداً لاستراتيجية وزارة الداخلية لتحقيق مجتمع الأمن والأمان والاستقرار السعادة والإيجابية.
وفي إطار ذات الجهد الذي تقوم به شرطة أبوظبي للمزيد من التفاعل الجماهيري مع دورها ورسالتها للمجتمع حرصت على المشاركة مع الاتحاد النسائي العام في تنظيم مجلس رمضاني مؤخراً بمنطقة الباهية لسيدات المجتمع إدراكاً لدور المرأة وإسهامها في بناء وتعزيز مجتمع الأمن والاستقرار. وقد كان محور المجلس ثقافة الإبلاغ عن الجريمة ومبادرة «كلنا شرطة».
عند الحديث هنا عن دور المرأة فإنما نتحدث عن أهم وإساس كل بيت، الأم التي يلجأ اليها كل من فيه، ليلتمس النصحية والبحث عن الأمان. ومن هنا تنبع أهمية الحوار والتحاور بين أفراد الإسرة ومساعدة بعضهم بعضاً لتحصين أفرادها من مخاطر الانحراف الخلقي والفكري. وبعد أن كان الخطر محصوراً برفاق السوء، أصبح الخطر يقتحم البيوت ويخترق المجتمعات بجهاز صغير بات في أكف الجميع. ومن هنا تتعاظم مسؤولية كل فرد فينا لحماية الإمارات، حفظها الله من شرور الفتن.