الوعيإدراك ورقي

الوعي..إدراك ورقي

الوعي..إدراك ورقي

 صوت الإمارات -

الوعيإدراك ورقي

علي العمودي
بقلم : علي العمودي

 من أقام في سويسرا لفترة، أو زارها لمرات عديدة، يلاحظ عدم وجود دوريات للشرطة، ولكنها سرعان ما تظهر عند الحاجة، ليس اعتماداً على كاميرات المراقبة فقط، وإنما على يقظة الأهالي، وبالذات في القرى والبلدات الصغيرة، وسكانها الذين لا يترددون في إبلاغ السلطات بأي شيء مريب يرونه.

عندما نتحدث عن تلك البلاد في هذا الجانب، نتذكر كيف أحبطت امرأة عجوز عملية لجهاز استخبارات أجنبي كان يريد تصفية أحد المعارضين، لمجرد شكوكها بالمنفذين الذين كانوا يرتدون ملابس عمال صيانة في وقت غير معتاد عليه هناك، فأبلغت الشرطة التي جاءت، وألقت القبض عليهم. وتسبب الحادث في أزمة دبلوماسية مع البلد الذي يتبعه أولئك العملاء.
وذات مرة كان أستاذ جامعي من العالم الثالث يعمل في إحدى الجامعات النرويجية، يقود سيارته برفقة زميل له عائدين من سهرة في وقت متأخر من الليل، وعند إحدى إشارات المرور، وكانت حمراء، والطريق من كل الاتجاهات خالٍ، مضى دون أن يتوقف، ليفاجأ في اليوم التالي بالشرطة تحرر له مخالفة تجاوز الإشارة الحمراء، وليكتشف أن زميله قد بلّغ عنه.
 الموضوع ليس كما يعتقد البعض، ويبسطه بأنه «وشاية» أو يهز الأكتاف علامة عدم المبالاة، إنما وعي وإدراك راقٍ بالمسؤولية، ودور كل منا لحماية مجتمعه وبلاده.
عندما تخصص الجهات المعنية أرقاماً للتواصل معها للإبلاغ عن أية مشاهد أو ظواهر مقلقة، فإنما ذلك حرصاً منها على إشراك أفراد المجتمع في جهودها وأعمالها، فالوسائل والقدرات لديها، ولا تنقصها الإمكانيات، وإنما الهدف غرس روح المسؤولية في الجميع، وبأن كلاً منهم مسؤول.
خلال الأيام القليلة الماضية تابعت بإعجاب ثلاثة مشاهد، الأول من أمام سوق الأسماك في منطقة الميناء بأبوظبي لمواطن يوجه وافداً لطرق أبواب الجمعيات الخيرية بدلاً من التسول أمام سيارات مرتادي السوق، وبأن فعله مجرّم قانوناً، وإذا لم يكف عن فعلته سيبلغ عنه السلطات. والمشهد الثاني لعامل آسيوي بسيط في سوق الخضراوات في المنطقة ذاتها كان يمنع الذين لا يرتدون القفازات من دخول محله التزاماً بالإجراءات الاحترازية.
أما المشهد الثالث، فقد كان من رأس الخيمة عندما لاحظ مواطن وقوف سيارة في منطقته تبيع كمامات وأدوات طبية، فارتاب في الأمر، وبلّغ الجهة المختصة التي ضبطت المخالفة وأصحابها، وكرمت المُبلغ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوعيإدراك ورقي الوعيإدراك ورقي



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 02:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

وفاة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر عن عمر يناهز 100 عام
 صوت الإمارات - وفاة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر عن عمر يناهز 100 عام

GMT 09:51 2019 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صفوت يتصدر اللاعبين العرب في التصنيف العالمي للتنس

GMT 02:57 2019 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

سجناء دواعش لدى "قسد" يكشفون طرق عمل الخلايا النائمة

GMT 01:44 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

تألقي بأجمل الاكسسوارات الفاخرة والمميزة لشتاء 2019

GMT 12:39 2016 السبت ,27 شباط / فبراير

مقتل 3 أشخاص في غرق قارب في الفلبين

GMT 16:50 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

AZZARO WANTED العطر المناسب للرجال الأكثر جاذبية

GMT 20:41 2013 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

"الإسكان" تنتهي من وضع ملاحظاتها لصيغة العقد المتوازن
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates