بقلم : علي العمودي
لم تكن المسألة مجرد إعلان تجاري يمر مرور العابرين، ولكنها تتعلق بثوابت لا تقبل المس أو العبث، وقد حسم أمرها سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، بقرار حل مجلس إدارة شركتي نادي العين لكرة القدم والاستثمار، وتكليف لجنة لتسيير أمور النادي، وتغريدة أكد فيها أن «الرموز الوطنية جزء لا يتجزأ من الهوية الجامعة، وبها نعلو ونسمو، وتحت راية العلم، وفي ظل النشيد، تُصان القيم وتُحفظ الأوطان».
ومع انتشار تغريدة سموه، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بوسم «شكراً هزاع بن زايد»، ليسجل أعلى مستويات المشاركة، وسم عبر عن الامتنان والتقدير لسموه وموقفه الحازم الحاسم الذي وضع الأمور في نصابها الصحيح، وقدم درساً من رجال نشأوا وترعرعوا ونهلوا من معين القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ونهج تعزز في ظل قائد المسيرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، درس للجميع بأن رموز الوطن واحترامها من معاني قوة الانتماء والولاء، غير القابلة للجدل والعبث أو محاولة النيل منها.
وعلى الرغم من التداعيات التي تابعناها، فإنها لا تنال من مكانة نادٍ عريق غالٍ على قلوبنا بحجم ومكانة نادي العين، الذي يعد بحق مدرسة قدمت أجيالاً من الرياضيين، ومحبين ومشجعين كبروا معه في الانتماء للإمارات، ورفع علمها الغالي في ذرى الأمجاد ومنصات الشرف والتتويج. علم يُفتدى بالأرواح والغالي والنفيس، في وطن مستقر بين المهج والمقل.
كما أن من دروس ما جرى في صوره الأخرى، استدعاء هدف نبيل دعت إليه «الاتحاد»، الصحيفة الصرح التي نتشرف بالانتماء إليها، وتبنته من خلال حملتها «علق بإيجابية»، بهدف منع أي تجاوز في التعليق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فقد رأينا كيف جنح بعض المتداخلين عن الصواب والمنطق، إلى إطلاق الاتهام والتشكيك جزافاً هنا وهناك، من دون امتلاكه حق الطعن بالآخرين، وللأسف كان البعض منهم ممن نعتبرهم قدوة.
خلال الأيام القليلة الماضية، كنا أمام مواقف ودروس حازمة، ترفض كذلك أي مظهر من مظاهر التعصب ورفض الآخر، في إمارات الخير والعطاء والمحبة التي أصبحت اليوم أنموذجاً يحتذى به في التسامح والتعايش واحترام الآخر.
وشكراً هزاع بن زايد.