بقلم " علي العمودي
في هذه الفترة من كل عام، تشهد الدولة تدفق أفواج السياح والزوار من مختلف بلاد العالم، الذين يستمتعون بالأجواء البديعة والطبيعة الخلابة والشواطئ الممتدة والمرافق والتسهيلات الراقية المتوافرة في مدن وحواضر الإمارات. وتحرص الشركات السياحية العاملة في تنظيم رحلاتهم على تمكينهم من زيارة أهم وأبرز المعالم فيها، وإشراكهم في الأنشطة التي يفضلونها، البحرية منها أو الجبلية أو الصحراوية، وغيرها من المناشط، ناهيك عن جولات التسوق التي تعد من الجوانب المهمة في تلك البرامج، للاستفادة من العروض المتاحة في مراكز التسوق المنتشرة، وأسعار الكثير من السلع، وبالذات الذهب والإلكترونيات التي تعد الأرخص هنا.
ومع كل موسم سياحي، تبرز أمامي ممارسات من جانب العاملين في تلك الشركات اعتبرها غير مقبولة، ودليلاً على ارتجالية تلك البرامج غير المدروسة التي لا تنم عن شيء سوى ملء أوقات هؤلاء السياح، وهي ممارسات لا أقبل بها كسائح عندما أكون خارج الدولة، فكيف نرضاها لمن نعتبرهم ضيوفنا؟.
في مقدمة ذلك، إقحام فقرات الرقص الشرقي فيما يسمى «سفاري الصحراء»، وتقديمه على أنه من «تقاليد» سكانها. وكذلك إدخال زيارة سوق السمك في الميناء ضمن البرامج.
أستوعب أن أزور سوق تسوكيجي للأسماك في طوكيو باعتباره الأكبر في العالم، وقد زرته بالفعل في زيارتي العاصمة لليابانية ذات مرة، ولكن هنا الوضع مختلف.
قبل أيام، وفي محل لبيع التمور في سوق الميناء بالعاصمة شهدت وصول حافلة لسياح انتشروا في المكان، وأقبل غالبيتهم على محل كبير يبدو أنه اعتاد استقبال هذه المجاميع بالتنسيق مع الشركة المنظمة. في ذلك المحل كان البائع الآسيوي يستغل السياح بصورة مبالغ فيها، عارضاً سلعته من التمور المتنوعة بأسعار أعلى بكثير. ولكن الذي أثارني في الموقف كم المعلومات المغلوطة التي كان يقدمها لهم، وعندما باغته بسؤال عن مصدر معلوماته حول الإمارات التي يتبرع بتقديمهم، رمقني بنظرة تقدح شرراً كمن فوجئ بي، ولم يجد ما يقول لي سوى «كل نفر معلوم»!!.
واقعة تتجدد معها الدعوات لتنظيم هذا القطاع بما يساعد على أبعاد الطفيليين عنه وتنقيته من «المرشدين» الدخلاء عليه ممن لا يتوانون عن تقديم معلومات مشوهة ومغلوطة عن الإمارات، كالذي رد على استفسار سائح عن لون الغتر، فقال الشماغ للعزاب، والبيض للمتزوجين، وسلامي للترويج السياحي.