بقلم : علي العمودي
اختارت إحدى شركات المقاولات العامة المحلية، وهي «الفراس» أول يوم عمل من أيام شهر رمضان المبارك لتوزع عن طريق صحيفتنا «الاتحاد» مغلفاً يحتوي على خمس بطاقات عبارة عن خمس ابتسامات لنشرها على من تود، في بادرة لطيفة، ونحن في رحاب الشهر الفضيل شهر المحبة والمودة والكرم.
بادرة كهذه تعبر عن حاجتنا للتذكير بين الفينة والأخرى بأمر بسيط لا يكلفنا شيئاً، ولكن أثره كبير وعظيم في النفس، خاصة ونحن في هذا الشهر الكريم الذي تكفهر فيه وجوه كثيرين، وتجدهم مقطبي الجبين، ينفعلون في وجه الآخرين لأتفه الأسباب، بحجة الصيام.
هناك من الموظفين من يتهرب من مسؤولياته الوظيفية التي يتقاضى عنها أجراً، بزعم الصيام الذي لم يكن في يوم من الأيام صياماً عن العمل والإنتاج. غالبية هؤلاء المتهربين من الواجب وممن يهبون كالعاصفة في وجه من تسول له نفسه من المراجعين السؤال عن معاملته، تجدهم من أولئك الذين لا يرون من الشهر الكريم الطيب بنفحاته الإيمانية، سوى الأكل والنوم والسهر وتبديد وهدر الوقت والنعمة فيما لا جدوى أو طائل منه.
نعود لفعل الابتسامة وأثرها العظيم في الإنسان، فهي تبث التفاؤل والإيجابية عند صاحبها والآخرين وكل من يلتقيهم، باعتبارها مفتاح الدخول للقلوب وإضفاء الطمأنينة ونشر السعادة. ولكن البعض يصر على العبوس والتجهم وكأن بينه وبين من يلتقيهم أو يصادف مرورهم أمامه ثأرا قديما.
إفشاء السلام والابتسام في وجه الآخرين من القيم الأصيلة التي يحض عليها ديننا الحنيف، ومع هذا تجد لدينا شريحة كبيرة تهجر لدرجة المقاطعة هذا الفعل الجميل والإنساني، وتركناه لغيرنا من الأقوام. وعندما نسافر للخارج تجد هذه العادة الجميلة في مجتمعات من أقوام ومعتقدات مختلفة، ومن سكانها ذوي الغالبية الفقيرة، حيث يستقبلونك بوجه بشوش وتسابق على تقديم المساعدة.
ومن أغرب ما سمعت ذات مرة عن سر تجهم مسؤول أحد المرافق عندنا، بأنه يعتبره «من صور الحفاظ على» هيبة المنصب!!.
أيها المتجهمون، العبوس والتجهم لا علاقة لهما بالصيام، وما تقومون به لا يمثل من أسعده الحظ بالتشرف بالانتماء والعيش في «وطن السعادة»، وقبل ذلك كله تذكروا قول سيد الخلق المبعوث متمماً لمكارم الأخلاق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم «تبسُّمك في وجه أخيك صدقة».