بقلم : علي العمودي
في هذه المنطقة الحيوية من الكرة الأرضية، وحيث تتقاطع مصالح العالم استطاعت دول الخليج العربية أن تبني في بلدانها نماذج خاصة بها في البناء والتنمية على طريق الاستدامة من خلال ركائز تعتمد على حُسن توظيف الموارد لبناء اقتصادات متينة وبنى تحتية متطورة والاستثمار الأمثل في الموارد البشرية ومد جسور الصداقة والتعاون مع الأشقاء والأصدقاء في كل مكان على أسس ثابتة من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
كما حرصت دول الخليج العربية منفردة أو مجتمعة من خلال «مجلس التعاون» الذي يجمعها كإطار سياسي على النأي بنفسها من التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين، وهو من ثوابت سياساتها الخارجية، بعيداً عن الشعارات الجوفاء والمغامرات الهوجاء التي يحترفها البعض، وأوصل بها مجتمعاته إلى طرق عبثية مسدودة.
هذا النموذج الخليجي الناجح في البناء أوغر صدور الفاشلين الذين يعلقون فشلهم وفشل سياساتهم على مشجب دول الخليج، شاهدناهم في مناطق عدة وسمعنا أصواتهم النشار، وهم يتناسون ويتجاهلون عن عمد ما قدمت بلدان الخليج العربية لأوطانهم إن كان في شكل مساعدات إنمائية أو إنسانية أو إغاثية، ناهيك عن استضافة ملايين العاملين من تلك البلدان الذين يحظون بكل الاحترام والتقدير والعيش الكريم في كنف أشقائهم.
أصحاب الأصوات النشار يرددون ذات الأسطوانة المشروخة التي لا تختلف في جوهر محتواها عما يقوله البلطجية وقطاع الطرق، وهم يقنعون صبيانهم بممارسة السلب والنهب والاعتداء على ممتلكات وأرواح الآخرين.
نائب لا يمثل سوى نفسه في إحدى البلدان العربية الشقيقة استقل الموجة، محملاً دول الخليج مسؤولية تأزم الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في بلاده، داعياً لانتهاج أساليب البلطجة والابتزاز تجاه دول التعاون.
يبدو أن اختيار المشجب اختراع الفاشلين العرب بامتياز، إذ لم نسمع أن كوريا الجنوبية أو سنغافوريا عندما كانا في قيعان الفقر مع البدايات الأولى عقب نيلهما الاستقلال تعليق معاناتهما على مشجب«الأشقاء والجيران»، ولكن الإرادة والهمم والعمل الجاد والمخلص صنعا منهما أحد أعلى دول آسيا تقدماً وتطوراً وأعلاها دخلاً للفرد في أقل من 50 عاماً على الرغم من عدم توافر أي من البلدين على مورد طبيعي!!.
ومهما تعالت أصوات النشاز تلك ستظل سفينة إنجازات دول الخليج العربية تمضي في مسارها الصحيح تحرسها عين الرحمن مسترشدة بحكمة قادتها ومحاطة بقلوب وسواعد أبنائها.
المصدر : الاتحاد