بقلم : علي العمودي
اليوم ينطلق أول وأكبر مسح وطني على مستوى العالم للسعادة، تطلقه حكومة الإمارات مع بدء العمل الميداني للمسح الخاص بالبرنامج الوطني للسعادة والإيجابية، والذي يتم تنفيذه بالتعاون بين الهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء ومركز الإحصاء بأبوظبي ومركز دبي للإحصاء، ويشمل 14 ألف شخص من مختلف مدن وإمارات الدولة ويمثلون جميع شرائح المجتمع مواطنين ومقيمين وزواراً.
المسح -كما قالت في لقاء سابق معالي عهود بنت خلفان الرومي، وزيرة الدولة للسعادة- يهدف إلى «قياس مستويات السعادة والإيجابية في دولة الإمارات، وتحديد أولويات المجتمع ومصادر السعادة بالنسبة إلى شرائحه المختلفة، وتأسيس قاعدة بيانات وطنية واستخدام نتائج المسح، بحيث تستفيد منها الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية في تطوير التشريعات والسياسات والبرامج والخدمات لتحقيق الإيجابية وسعادة المجتمع».
وخلال ذلك اللقاء مع القيادات الإعلامية في الدولة جرى الإعلان عن المسح الذي سيتم على عدة مراحل «يعمل على تنفيذها فريق متخصص مكون من أكثر من 300 باحث متعددي الجنسيات ومشرفين وفنيين مساندين، بدءاً من جمع البيانات، ومن ثم العمل على تحليلها».
وقالت الوزيرة إن الاستبيان الذي يبدأ بسؤال المشارك في العينة المختارة «هل أنت سعيد؟» قد تصميمه «بأسلوب علمي دقيق، بعد إجراء استشارات وعقد لقاءات مع خبراء عالميين، ومراكز أبحاث وطنية»، لنحظى «باستبيان متعدد النماذج يتناسب مع الفئات المستهدفة بالمسح الوطني للسعادة والإيجابية»، ويعزز البرنامج الذي اعتمدته الدولة، ويركز على السعادة والإيجابية في العمل، وقياس السعادة والإيجابية كأسلوب حياة.
هذا الجهد الكبير الذي ينطلق اليوم، يتطلب من الجميع التعاون لإنجاحه لأنه في المحصلة الأخيرة يهدف إلى تمكين صانع القرار من معرفة ما تحقق وما هو المأمول لتحقيقه لإسعاد الناس لا خدمتهم فقط. وهو جهد نشكر معه القائمين عليه الذين -كما علمنا- زاروا أماكن عدة من العالم من أجل إعداد هذا المسح الوطني الكبير الأول من نوعه وحجمه ومستواه في العالم من أجل «الإمارات السعيدة». ولكن يبدو أن البعض غارق في سلبيته متخندق خلف نظارته السوداء، وهو يقلل من قيمة هذا العمل من خلال تغريداته البائسة على مواقع التواصل، رغم إدراكه أن أول أداة علمية لقياس أي إنجاز يبدأ باستبيان آراء المستهدفين..
نأمل تعاون الجميع والتوفيق للعاملين.
المصدر : الاتحاد