بقلم :علي العمودي
تحت هذا الشعار الجميل النبيل، أقامت «خيرية الشارقة» احتفالية في القاهرة لتكريم كوكبة من المدرسين والمدرسات المصريين من الرعيل الأول الذين خدموا في الإمارة خلال سبعينيات القرن الماضي. مبادرات جاءت في رحاب اللفتات الإنسانية والحضارية لراعي المبادرات النبيلة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي فاجأ المصريين ذات مرة متصلاً بإحدى قنواتهم الفضائية بألا يقلقوا، فلديه نسخ من وثائق تاريخية نادرة، قدمها لهم بديلاً عن التي أحرقها بعض الرعاع ممن اعتقدوا أن بفعلتهم الإجرامية تلك قادرين على طمس تاريخ مصر العظيم. ولم تكن نسخ الوثائق التي قدمها سموه سوى مقدمة لمبادرات شملت التكفل بترميم المتحف العلمي بصورة كاملة وغيرها من الخطوات لصون محتوياته من عبث العابثين.
النبل والوفاء والحرص على رد الجميل من الشيم والقيم التي جبل عليها أبناء الإمارات، وما هذه المبادرة الراقية سوى صورة من صور الامتنان الشعبي لتلك السواعد السمراء التي تفتحت أعيننا على عطاءاتها منذ البدايات الأولى في مختلف مواقع العطاء.
كما جاءت امتداداً للمواقف الإماراتية المشرفة إلى جانب مصر في هذا الظرف الدقيق، والذي اعتقد معه بعض الأقزام الساقطون أن باستطاعتهم تركيع مصر العظيمة بتاريخها وأبنائها، وتطويعها لمآربهم ومصالحهم الحزبية الضيقة.
اعتقدوا أن مصر ستكون لقمة سائغة ضمن مخططاتهم الفاسدة، وتناسوا أنها«المحروسة» بعيون وأفئدة الملايين من شرفاء مصر وأشقائهم في الإمارات وفي كل مكان كان لمصر فيه ذات يوم غرس طيب. مصر التي ننظر إليها في الإمارات بأنها المحور والأساس والقلب والفؤاد والروح للعرب أجمعين. هكذا علمنا القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. ودعانا للإجابة عن ذلك السؤال البسيط، هل من حياة لجسد بلا روح؟. تلك هي جوهر العلاقة مع مصر وبمصر.
لقد جاءت المبادرات الرسمية والشعبية الإماراتية تجاه الأشقاء في مصر للتأكيد بأنهم ليسوا وحدهم في مواجهة التحديات التي تواجه أرض الكنانة، وإنما كلنا معهم وكل شرفاء العرب والعالم مع مصر«أم الدنيا» التي كانت وستظل منارة العالم العربي وفي موقع القلب والروح، وأن الظروف الطارئة التي تمر بها لن تنال من إرادة وتصميم المصريين على استعادة مكانتها وموقعها ودورها الريادي، ولو كره الكارهون.
المصدر : الاتحاد