بقلم : علي العمودي
نهر من بشر تجمعوا يوم الجمعة الماضي في حلبة مرسى ياس بالعاصمة أبوظبي للمشاركة في النسخة الـ11 لأكبر فعالية سير في الدولة، بعنوان «أمش» للتوعية بمرض السكري، وذلك في إطار الفعاليات المتعددة التي شهدتها الدولة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المرض.
جموع غفيرة من البشر جاءت للمشاركة في الحدث الذي نظمه مركز أمبريال كوليدج للسكرى برعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة بالتعاون مع دائرة الصحة و«أبوظبي الرياضي» ومستشفيي «كليفلاند كلينك» و«هيلثت بوينت».
الحدث شهد مشاركة شعبية واسعة رغم التصاق البعض منا بقيلولة مقدسة، وكان يوماً عائلياً بامتياز لتنوع فعالياته.
نعود لمرض السكري الذي يعصف بشرائح واسعة من الناس، وغالبيتهم في سن العطاء والإنتاج، حيث يتسبب في خسائر بمليارات الدولارات جراء إصابة أكثر من 400 مليون شخص حول العالم بالمرض الذي يتوقع أن يرتفع عددهم إلى 642 مليون شخص عام 2040، منهم 2.2 مليون شخص في الدولة بحسب توقعات لدراسة حديثة أجرتها وزارة الصحة ووقاية المجتمع، والتي أكدت أن ارتفاع العدد لا يعني زيادة نسبة الإصابة بقدر ما يتعلق الأمر بالزيادة السكانية في الإمارات.
ولست بوارد توضيح الآثار المترتبة على الإصابة بمرض السكري وغيره من الأمراض المرتبطة ببعض كمرض الضغط والكوليتسرول والأوعية الدموية، وإنما إبراز الدور الكبير والجهود الملموسة التي تقوم الوزارة والهيئات الصحية والدوائر الصحية في مختلف إمارات ومدن الدولة، وساهمت في تراجع الإصابة بالمرض من المركز الثاني على مستوى العالم إلى المركز الرابع عشر خلال السنوات الأربع الماضية، وذلك بفضل تلك الجهود التي ركزت على الجانب التوعوي في المقام الأول وتحفيز أفراد المجتمع على اتباع أنماط معيشية صحية وممارسة أنشطة رياضية وحركية، وبموازاة ذلك إدخال أساليب علاجية مبتكرة ومتطورة، وبما يتماشى مع أهداف الأجندة الوطنية ورؤية الإمارات2021 للحد من انتشار المرض والوفيات الناجمة عنه بنسبة 30 %.
هناك جانب علينا مقاربته في إطار جهود التصدي لانتشار السكري والسمنة المفرطة التي تعد أحد الظواهر المؤدية له، ويتعلق ضرورة مضاعفة الرقابة والرسوم والضرائب على مطاعم الوجبات السريعة والحلويات التي تلعب دوراً رئيساً في تفشي البدانة والسمنة المفرطة وما تقودان إليه، والدليل ما نراه من شبان وشابات في عمر الزهور يعانون المرض.