كن لطيفاً

كن لطيفاً

كن لطيفاً

 صوت الإمارات -

كن لطيفاً

بقلم : علي العمودي

أحيا عدد من مدن العالم يوم اللطف العالمي الذي يصادف الثالث عشر من شهر نوفمبر، أي يوم أمس الأول، في مبادرة تشجع أفراد المجتمعات على التعامل الإيجابي وإبراز أثر الكلمة الطيبة بين الناس. وقد أبرزت مواقع التواصل الاجتماعي المبادرة وقصصاً من التفاعل معها، ومنها قصة مقهى في إحدى المدن الإيطالية يقدم سعراً أقل لفنجان القهوة لمن يطلبه مع عبارات لطيفة مثل «لو سمحت» و«لطفاً»، وغيرهما من الكلمات الإيجابية وعبارات المجاملة.

يتفاعل المرء مع مثل هذه المبادرات والدعوات، وهي التي تبرز أهميتها ونحن نلمس من فئات واسعة في المجتمع، وبالذات من شباب اليوم، نوعاً من التعامل الفظ مع الآخرين، والاعتياد على لغة ونبرة الأوامر بحق من يعملون في خدمتهم أو مع غيرهم بوجه عام، كما لو أن خدمتهم فرض وواجب، وبما يعكس خللاً في السلوك والإدراك.

ذات مرة شاهدت صبياً يتعامل بفظاظة مع نادل في مطعم، ولما رأى نظرات الاستنكار من الذين كانوا في المكان، بمن فيهم صديقه المرافق له، برر سلوكه بأنه يدفع ثمن ما يطلب والرجل موجود لخدمته وخدمة غيره، ويتقاضى أجراً. أمثال هذا الصبي كثر، وبحاجة لإعادة تهذيب، فهم يعتقدون أن من حقهم أن يتعاملوا مع الآخرين بهذا الأسلوب الفظ طالما أنهم يتلقون مقابلاً نظير عملهم، كما لو أصحاب تلك التصرفات يعملون من دون مقابل.

يتناسى هؤلاء حقيقة أنه قبل يوم اللطف العالمي بأكثر من ألف وأربعمائة عام، حثنا ديننا الحنيف على حسن التعامل مع الآخرين، وعلمنا أن «الكلمة الطيبة صدقة»، وقال رب العالمين لرسوله الكريم عليه الصلاة والسلام «وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ»، بل إن اللطيف من أسماء الله الحسنى. تلك تعاليم الدين القيم التي يحرفها كثير من أتباع الإسلام، وبالذات الذين لم يفهموا منه سوى مواجهة الآخرين بما يكرهون وعبوس الوجه والسحن المكفهرة، واتخذوا من دين اللطف والتسامح واللين والشفقة مطية لتنفير الناس وبث الرعب في قلوبهم.

يوم اللطف العالمي تذكير لنا جميعاً بأثر كلمة طيبة تنفذ من القلب للقلب، وتبني جسراً مع الآخر، وتتطور إلى صداقة وتعاون وأثر جميل بين الأفراد وحتى الأوطان، لتمضي على طريق التسامح والتعاون للخير. وأخيراً نقول لأمثال هؤلاء «كن لطيفاً ترى الوجود جميلاً».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كن لطيفاً كن لطيفاً



GMT 20:34 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

صدارة أبوظبي.. أنموذج ملهم

GMT 20:28 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

لماذا يهربون؟

GMT 20:28 2021 الأربعاء ,07 إبريل / نيسان

إنجاز جديد.. فخر يتجدد

GMT 19:00 2021 الثلاثاء ,06 إبريل / نيسان

.. وبدأت الخمسين

GMT 20:17 2021 الإثنين ,05 إبريل / نيسان

«السلامة الغذائية»

GMT 21:45 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 20:00 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

مطعم "هاشيكيو" الياباني يغرم كل من لا يُنهي طعامه

GMT 13:11 2019 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

"جيلي الصينية" تكشف مواصفات سيارة كروس "جي إس"

GMT 05:09 2015 الخميس ,05 آذار/ مارس

انطلاق فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب

GMT 05:58 2015 الثلاثاء ,10 شباط / فبراير

سلسلة "جو وجاك" الكارتونية تطل عبر شاشة "براعم"

GMT 22:28 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

جورجينا رزق تبهر الأنظار في أحدث إطلالاتها النادرة

GMT 21:17 2017 الثلاثاء ,18 إبريل / نيسان

حارس نادي الشعب السابق ينتظر عملية زراعة كُلى

GMT 22:33 2013 الأحد ,28 إبريل / نيسان

"إيوان" في ضيافة إذاعة "ستار إف إم"

GMT 13:10 2013 الجمعة ,08 شباط / فبراير

الحرمان يطال 2.3 مليون طفل في بريطانيا

GMT 07:27 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

"إم بي سي" تبدأ عرض"مأمون وشركاه" لعادل إمام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates