بقلم : علي العمودي
هزت الجميع حادثة وفاة شاب من منطقة الجير برأس الخيمة أمس الأول صعقا بالكهرباء لدى محاولته شرب ماء بارد من براد موضوع بوادي البيح. كثير من الأشخاص يواجهون هذا الخطر اليومي، وهم يقتربون من هذه الأجهزة التي يزيد الإقبال عليها في المناطق البعيدة خصوصا خلال أيام الصيف والطقس الحار.
وكأننا دائما ننتظر كارثة لأجل التحرك والتنبه لخطر هذه الأجهزة على السلامة العامة، وكذلك بالنسبة للصحة العامة من جراء استخدام المارة لها، وتجمع الحيوانات السائبة من حولها.
حادثة وادي البيح وشربة الماء القاتلة التي تسببت في وفاة الشاب أعادت للأذهان حوادث مماثلة طوتها صفحات النسيان، ولم نعد نتذكرها إلا مع مأساة جديدة كهذه الحادثة المؤلمة.
لا أحد يطالب بمنع وضع هذه البرادات، فهي من أعمال وأبواب الخير والسبيل التي يحثنا عليها ديننا الحنيف، ويتسابق عليها فاعلو الخير. كما أنها من صور التكافل والتعاون التي تميز بها مجتمع الإمارات ومن فيه ممن يحرصون على مساعدة الآخرين، ولا سيما عابري السبيل. وشاهدنا كيف يتسابقون لوضع المظلات على أماكن توقف الحافلات ومواقف الانتظار. وتوزيع المياه والعصائر على العمال في مواقع الإنشاءات.
ما ندعو إليه وجود نوع من الرقابة والمتابعة من جانب الأجهزة المختصة، وبالذات من بلدية كل منطقة، لذلك فإن تنصل بلدية رأس الخيمة من مسؤولياتها بالقول بأن أمر هذه البرادات خرج عن نطاق السيطرة، أمر غير مقبول.
هناك العديد من الفنيين غير المؤهلين الذين يستعين بهم بعض الأهالي لتركيب البرادات يقومون بتوصيلات خطيرة، ويستخدمون مواد غير مطابقة للمواصفات فقط لزيادة مكاسبهم من تلك التركيبات، ويدفع المجتمع ثمن أخطائهم التي تمثل خطورة مباشرة على الجميع، خاصة في أماكن التجمعات بما في ذلك المدارس وملاعب الأحياء ونقاط التوقف على الطرق والمناطق الخارجية البعيدة.
نتمنى أن تكون هذه الحادثة المؤلمة بداية لتصحيح وضع يفترض تصحيحه منذ أمد بعيد، يتعلق بمتابعة برادات المياه وغيرها من خدمات السبيل وعمل الخير، التي يقدمها البعض بحسب نيته ابتغاء للخير، فإذا بها تتحول إلى أدوات قاتلة، وتضر بمن يستخدمها سواء لجهة نظافة محتوياتها أو لرداءة توصيلاتها الكهربائية وعدم صيانتها. نأمل أن نسمع قريباً بتحرك فعلي قبل وقوع ضحية جديدة بسبب شربة ماء قاتلة.