بقلم - عائشة سلطان
ستصل الرواية العربية في يوم قريب، إلى مصاف الرواية العالمية، وستجد مكانها تحت شمس العالم، وستُقرأ على نطاق واسع، لن يكون نجيب محفوظ، وأمين معلوف، وآسيا جبار، وياسمينا خضرا والطاهر بن جلون وواسيني الأعرج، وعدد آخر محدود من الأسماء العربية، هم فقط سفراء السرد العربي إلى الآخرين شرقاً وغرباً.
سينضم للقافلة كتاب وأسماء كثر، يملكون من أدوات الكتابة وفن الرواية وعظمة اللغة، كما يملك أندادهم في الشرق والغرب، لكن الحال الذي يتخبط فيه الروائي العربي، والواقع العربي، يغني عن السؤال، ومع ذلك، فثبات الحال من المحال، والمرجعيات الثقافية كما السياسية تماماً، تغير وتتبادل أماكنها وأدوارها بين ما كان ثابتاً ومسلماً به، وبين ما سيكون بإذن الله.
ما يدفع لهذا التفاؤل، هو ملمحان أساسيان، يمكن ملاحظتهما سريعاً، ونحن نطالع القائمة القصيرة التي أعلنت مؤخراً للروايات العربية التي تصدرت القائمة، يتبدى الملمح الأول في مجموعة الأسماء الشابة التي سيطرت على القائمة، من هذه الأسماء، من يخوض تجربته الروائية الأولى، وبعضهم يخوضها للمرة الثانية أو الثالثة، هذا يعني أننا أمام تجارب ناضجة، متمكنة ومتجذرة في بيئة السرد بكل أدواته، وتحديداً في ما يخص اللغة، وهذا ما يدفعنا للتأمل بأن مستقبل الرواية العربية أقوى مما نعتقد.
أما الملمح الثاني، فله علاقة بالنطاقات الجغرافية التي انزاحت إليها الرواية العربية الفائزة، المغرب العربي والأردن، دون أن ننسى سطوعاً لا ينكر للرواية الخليجية، حتى وإن لم تتصدر القائمة القصيرة، إلا أنها نافست بقوة تؤهلها في الدورات المقبلة، لأن تحجز لها مكانة قوية، هذه الملاحظة، تؤكد على تبدل المرجعيات الثقافية، من حيث تراجع الأقطار التي كانت مسيطرة على عالم السرد العربي، لصالح أقطار جديدة خارجة للتو من خضات سياسية وتجارب قاسية، ما جعل أعمالهم متجذرة في بيئتها ولغتها ومجتمعها، وهذا ما يؤهلها للعالمية قريباً.