بقلم - عائشة سلطان
لا تخف منهم، وأمام الحاجز، هناك قف وطالب بحقك!
بكلمات هذه الأغنية تبدأ كل حلقة من حلقات المسلسل الإسباني الأحدث (الحاجز) المعروض على نتفلكس، كنت أتابع الأحداث التي تصور مدينة مدريد في المستقبل بعد سنوات طويلة من انتهاء حرب عالمية ثالثة اجتاحت العالم وخلفت وباء قاتلاً، لا يزال العلماء يبحثون له عن لقاح بلا جدوى.
خلال ذلك، كانت البلاد قد قسمت إلى قطاعين يفصل بينهما حاجز مرعب ينتصب كرعب أمام السكان، بينما التعليمات واضحة، ممنوع الاقتراب من الحاجز، العبور ممنوع، والتنقل في المدينة لابدّ أن يكون بتصريح، بينما الأطفال يختفون من البلاد تدريجياً لأسباب غامضة يقف وراءها أشخاص متنفذون يقومون بإجراء تجارب عليهم للتوصل إلى لقاح للوباء القاتل، بينما الإعدام ينفذ في كل شخص يخترق التعليمات!
ينتمي العمل إلى فئة مسلسلات الديستوبيا السوداء، التي تستشرف مدن المستقبل بعد كل ما تعرض له العالم من حروب وكوارث وأوبئة.. مخلفة مدناً مدمرة تعيث فيها الفوضى والأمراض والفساد، تحكمها أنظمة ديكتاتورية فاسدة. وقد حاول صناع هذا المسلسل الذي يتكون من أكثر من جزء، أن يتنبأوا بأوضاع العالم في أعقاب أوبئة فتاكة اجتاحت العالم مؤخراً، حيث يبدو واضحاً تشابه الأوضاع التي يعيشها العالم اليوم، مع تلك التي يعيشها الناس في مدينة الحاجز!
أنهيت حلقات الجزء الأول ليلة البارحة، خيّمت عليّ غيمة ثقيلة من الكآبة، وأنا أتصور كيف إذا طالت مدة الوباء أكثر، أويت إلى فراشي وحين صحوت كان النوم قد محا من خاطري تلك الهواجس السيئة، جلست إلى طاولة الإفطار، سكبت لنفسي فنجان قهوة، أذبت قطعة سكر واحدة، وفتحت الجريدة، كان أول خبر وقعت عيناي عليه: إعدام علني لشخص اخترق تدابير «كورونا» في كوريا الشمالية!!