إنه وطننا إنه رائحتنا

إنه وطننا.. إنه رائحتنا

إنه وطننا.. إنه رائحتنا

 صوت الإمارات -

إنه وطننا إنه رائحتنا

عائشة سلطان
بقلم - عائشة سلطان

ما أتذكره دائماً ولا أنساه، حين أخرج إلى شوارع المدينة، أو أنصت للشعراء والكتاب والأدباء الشباب وهم يبحثون عن صوتهم الخاص ذي النكهة الإماراتية، أتذكر طفولتنا البكر، تلك الطفولة، التي حين أستعيدها، يتدحرج موج ناعم في قاع القلب، وتهب روائح أسماك، وتخشخش قواقع ومحارات يابسة كنا ننحني لنلتقطها ونحن نركض في تلك المساحات البيضاء لرمال الشاطئ.ما أتذكره بإلحاح أيضاً هم الرفاق الذين كبرنا معهم، رجال الحي الذين كنا نتبع تعليماتهم كما أهلنا، مدرسة الحي الأولى، ساحة اللعب المتربة، بيتنا الأبيض، بوابات الحي الخشبية، أبقار جدتي... وما أتذكره ولا أنساه أبداً هو طقس الأمان، الذي كان يسمح لنا بأن نملأ الأمكنة بلعبنا حتى ساعات الليل المتأخرة.

وما أتذكره بوضوح نقي ومبهج: تلك النوارس الناصعة، ثياب الصغيرات المزركشة، ثياب الجدات والأمهات العابقة بالألوان والبخور والعطور، البيوت المتلاصقة، مئذنة مسجد حي عيال ناصر وأصوات الأذان، المراكب الواقفة كلعب بعيدة لا تطالها أيدي الصغار، رزم السمك يحملها الرجال الخارجون من مراكب الصيد، أسماك (العومة) المفروشة على رمال الشاطئ تحت وهج الشمس في حي (الضغاية).

وأتذكر ما هو أكثر وأجمل، هذه ذاكرة نحبها جميعاً، نعشقها، وحين تلوح، نبتسم ونمد أيدينا كمن يريد الإمساك بها، كمن يريد أن يصير خيطاً يرفرف في شال تلك الأيام، تلك رائحتنا وبصمة ذاكرتنا الخاصة، الذاكرة التي ليست سوى ذاكرة وطن، وهوية تاريخ، ولغة شعب، ووطن تسلل واستقر في داخلنا منذ لعبنا معه بحراً وأزقة رملاً وماء، لهجة وأمثلة وأصواتاً، هكذا تعرفنا إلى كل شيء فيه حتى استقر في دمنا.

هكذا نما الوطن فينا، وهكذا صار هوية ولغة وأماً وأماناً، والإنسان أينما كان، ليس له سوى أم واحدة ولغة واحدة، وما عداهما ليس سوى بدائل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إنه وطننا إنه رائحتنا إنه وطننا إنه رائحتنا



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates