بقلم : عائشة سلطان
لقد صدق العرب أنهم لا يقرأون ولا علاقة لهم بثقافة القراءة كغيرهم، منذ أن أطلق تقرير التنمية الثقافية الصادر عن عام 2010 تلك الأرقام المجحفة فيما يخص علاقة الفرد العربي بشكل عام بالقراءة وإنتاج الكتب والمعرفة مقارنة مع الفرد الأميركي والأوروبي وصولاً إلى «الإسرائيلي» والتي أكد التقرير يومها أننا كعرب لا نقرأ أكثر من 6 دقائقَ سنوياً مقابل 200 ساعةٍ للأوروبي الذي يقرأ بدوره 2000 ضعف ما يقرأه العربي، ولم ننتج كعالم عربي في سنوات من الكتب ما تنتجه دولة أوروبية واحدة في عام واحد.
فكم أظهرنا هذا التقرير متخلفين بحسب نتائج وإحصاءات قال عنها رئيس المستشارين في الأمم المتحدة منذ يومين، وكذلك مسؤولون في مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، التي تصدت لإطلاق مؤشر عربي للقراءة، إنها بعيدة عن الواقع، وإنها لم تبنَ على أسس منطقية مقارنة بالمؤشر العربي للقراءة الذي أطلق في قمة المعرفة وخلال منتدى أبوظبي للنشر منذ يومين، وفند الأرقام والنتائج الحقيقية لوضع القراءة عربياً.
ففي منتدى أبوظبي الأول للنشر، قدم الدكتور هاني تركي رئيس المستشارين في منظمة الأمم المتحدة قراءة مغايرة وإيحابية، فقال: إن الباحثين حاولوا معرفة الأسس التي بني عليها تقرير عام 2010 السابق والمرجعيات التي اعتمد عليها فلم يعثروا لها على أي أساس، سوى قناعة تريد أن تكرس في الإنسان العربي إحساسه بالدونية إزاء الآخر.
إن تلك النتائج السلبية وغير الصحيحة قد لاقت آذاناً منصتة وقلوباً مرحبة نشرتها وروَّجت لها للأسف الشديد، حتى أصبحت عبارة «أمة اقرأ، لا تقرأ» كنغمة شجية لدى البعض، ما يذكرنا بعبارة الفيلسوف الألماني نيتشه، الذي قال: إن الحقيقة هي كذبة متفق عليها اجتماعياً، خاصة حين لا نستقبل ما يلقى إلينا بمنهج النقد والتحليل.
يذكر مؤشر القراءة العربي أن لبنان ومصر والمغرب والإمارات احتلت قمة الترتيب بالتسلسل، وبواقع 29 كتاباً للفرد اللبناني سنوياً، و27 كتاباً للمصري والمغربي، و24 للفرد الإماراتي، أي بمتوسط 16 كتاباً للمواطن العربي، بينما بلغ متوسط ساعات القراءة 35 ساعة وليس 6 دقائق، وتراجع متوسط قراءة الأوروبي حسب التقرير إلى 4 أضعاف ما يقرأه العربي، وليس 2000 ضعف حسب تقرير 2010.