بقلم : عائشة سلطان
يعتقد البعض أن افتتاح أوبرا في دبي، ومركز ثقافي ضخم في العاصمة الكويت، والموافقة الرسمية أخيراً على السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة، والعمل الحثيث الذي انتهجته أبوظبي والذي انتهى أخيراً بافتتاح متحف اللوفر أبوظبي كواحد من أكبر المنجزات الحضارية على أرض الإمارات، وغيرها من العلامات المضيئة التي شقت طريقها في أرض الخليج واستقرت فيه وغيرت كثيراً من صورته النمطية، يعتقدون أنها ليست سوى استكمال ديكوري تقوم به دول الخليج لاستكمال شكل وصورة المدينة الحديثة المتطورة لا أكثر.
بينما الحقيقة، وهذا ما ذكرته في مقالي السابق، أن رسالة الفن والثقافة والانتصار لقضايا المرأة، لا علاقة لها بالشكل المظهري لأي مجتمع، بل العكس تماماً، إن الفن والمسرح والأوبرا، ومشاركة المرأة في العملية السياسية والتنموية، إن دلت على شيء فإنها تدل على رغبة هذه المجتمعات في تجاوز عقبات الذهنية النمطية التقليدية، والأخذ بيد مواطني هذا المجتمع لتبني أفكار تقدمية متحضرة تتجاوز السائد والبائد، وتتماشى مع روح العصر وسيادة المنهج العلمي والبناء، وعدم الاستسلام التام لأفكار وتوجهات ربما ناسبت مرحلة معينة أو زمناً معيناً، لكن كل ذلك أصبح من الماضي ونحن أبناء اليوم الذاهبون للمستقبل بروح المستقبل وأدواته ومتطلباته واحتياجاته.
إن نزعة التطرف الديني، والشوفينية العقائدية التي يؤمن بها كثير من أصحاب توجهات التطرف الديني الذين يظنون أنهم هم الأفضل، وهم الناجون وأصحاب الحق الوحيدون مقابل الآخرين الضالين الذين يتوجب قتلهم والقضاء عليهم، إضافة لمخططات تدمير المنطقة وتقسيمها بالاستخدام السيئ للإسلام كوسيلة لتحقيق أسوأ الأهداف. هذا كله لن نستطيع الخلاص منه بالتعليم فقط ولا بالتربية فقط، نحن بحاجة لأذرع قوية ضاربة ومؤثرة لتغيير الذهنيات ولتربية ذهنيات منفتحة وصحية ومعتدلة في تعاطيها مع الدين والحياة والآخر.
على الشباب الإماراتي والعربي بشكل عام أن يتمتعوا بالوعي والانتماء الحقيقي لأوطانهم، وأن يكونوا على قدر التحديات التي تعصف بمنطقتهم، بأن ينحازوا دائماً لفكر التسامح ليعيدوا عظمة وحقيقة الإسلام كدين محبة وتسامح وتعاون بين الشعوب على هذه الأرض. هذا ما يحض عليه قادتنا، وما تركز عليه قواعد النهضة والثقافة والمعرفة دائماً وفي كل الدنيا.