نحن الافتراضيون

نحن الافتراضيون!

نحن الافتراضيون!

 صوت الإمارات -

نحن الافتراضيون

عائشة سلطان
بقلم : عائشة سلطان

كنت في طريقي إلى الاستراحة في مطار دبي، لتناول القهوة قبل التوجه للطائرة، كانت الاستراحة تعجّ بكثير من الصغار، وكان معظمهم غائبين تماماً بالتركيز في هواتفهم الذكية، نظرت إليهم بقلق لا أدري سببه، مع أنهم لم يكونوا يثيرون أي نوع من الضجيج على عادة الصغار، حيث لا شيء يتحرك فيهم سوى أصابع أيديهم وعيونهم التي تتحرك يميناً ويساراً!

كاد بعض المسافرين يتعثرون بهم أكثر من مرة، فكانوا يقدمون لهم اعتذاراً على ذلك دون أن يتلقوا أي ردة فعل، وكان صبي صغير وشقيقه الذي يجلس قريباً منه غائبين عن عالمنا، ومستمتعين بالعالم الافتراضي الذي يتقافزان فيه بحرية بعيدة عن أي توجيه أو انتقاد!

الحالة تستدعي السؤال: ما الذي يجذب الصغار في هذه الألعاب؟ ما الذي يحرر في داخلهم طاقة التركيز القصوى بهذه الطريقة؟ ما الذي افتقدوه في واقعهم الحقيقي ودفعهم كما دفعنا ودفع ملايين من البشر للتحول إلى كائنات افتراضية؟

فأصبح قضاء الوقت افتراضياً، وأصبحت الصداقة افتراضية، الحب، التشجيع، التعاطف، المشاعر، السفر، الـ...، لا شيء تلمسه بيديك، لا شيء يمكنك أن تدعي وثوقك الكامل منه، لا أحد يستطيع القول إنك تعرفه تماماً (ما لم يكن صديقك على أرض الواقع)، وبلا شك فإن لدى الجميع التساؤلات ذاتها حولك وحول غيرك!!
 
الجميع يبحث عن السبب، ويطرح الأسئلة ذاتها، مع ذلك فإن هذا (الكل) هو نفسه الغارق حتى أذنيه في العالم الافتراضي الذي وجد نفسه فيه دون أن يحاول فهمه وفهم دوافعه لتفضيله والغرق فيه، هذا (الكل) هو أنت وأنا وهم، وذلك الصغير وشقيقه ووالدته وجميعنا، فهل نبحث في هذا الواقع عما ينقصنا، أم عما يكملنا؟ عما يعوضنا أم عما يمنحنا شعوراً بالرضا والاكتفاء والأهمية والحب والتعاطف؟

هل أثر هذا العالم في علاقاتنا الاجتماعية فتباعدنا وصمتنا عن بعضنا، أم لأن علاقاتنا قد أصابها عطب كبير قادت لتباعدنا وصمتنا، ففتح لنا هذا العالم أبوابه، فسارعنا للاختباء فيه؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحن الافتراضيون نحن الافتراضيون



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - صوت الإمارات
ظهرت الفنانة إلهام شاهين في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي، وهي مرتدية فستانا أزرق طويلا مُزينا بالنقوش الفرعونية ذات اللون الذهبي.وكشفت إلهام تفاصيل إطلالتها، من خلال منشور عبر حسابها بموقع التواصل "فيسبوك"، إذ قالت: "العالم كله ينبهر بالحضارة الفرعونية المليئة بالفنون.. وها هي مصممة الأزياء الأسترالية كاميلا". وتابعت: "تستوحى كل أزيائها هذا العام من الرسومات الفرعونية.. وأقول لها برافو.. ولأن كثيرين سألوني عن فستاني في حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.. أقول لهم شاهدوه في عرض أزياء camilla". يذكر أن فستان الفنانة المصرية هو نفس فستان الكاهنة "كاروماما" كاهنة المعبود (آمون)، كانت الكاهنة كاروماما بمثابة زوجة عذراء ودنيوية للمعبود آمون. وهي ابنة الملك (أوسركون الثاني) الذي حكم مصر خلال الأسرة الـ 22...المزيد

GMT 05:11 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
 صوت الإمارات - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 21:21 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 05:46 2015 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

كاندي كراش تربح شركة "كينج" 1.33 مليار دولار

GMT 17:52 2014 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

منع بيع لعبة فيديو عنيفة ومثيرة للجدل في أستراليا

GMT 19:29 2016 الأربعاء ,09 آذار/ مارس

منتجع أليلا مكان مميز في بلدة Payangan

GMT 03:28 2015 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

أنواع الكورتيزون المستخدم لعلاج تساقط الشعر والثعلبة

GMT 23:50 2013 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أحدث أجهزة ألعاب الفيديو قريبًا في الأسواق

GMT 16:43 2016 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

حالة الطقس المتوقعة الثلاثاء في مدينة الرياض

GMT 23:13 2016 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

"زهر" رواية للراحل جمال أبو جهجاه

GMT 20:43 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 05:27 2019 الأربعاء ,08 أيار / مايو

فافرينكا يتقدم في بطولة مدريد للأساتذة

GMT 04:20 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل وشروط التقدّم لوظائف وزارة الزراعة المصرية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates