عائشة سلطان
في ظرف زمني قصير جداً تتالت هذه الأخبار، فتاة خليجية مراهقة أرادت توثيق لحظة ركوبها إحدى الألعاب الخطيرة في إحدى بلدات النمسا ففقدت توازنها وسقطت ميتة في الحال ما قلب سعادة العائلة واستلزم تدخل السلطات، بينما خرجت تظاهرة حاشدة في درسدن تطالب بمنع التواجد المسلم في ألمانيا، أما السلطات التشيكية فقد حررت تعديات ملحوظة تقدم بها الأهالي تفيد بقيام عائلات خليجية بتخريب ممتلكاتهم العامة والقيام بالطهو والشواء فيها مطالبة سفارة أولئك المواطنين بالتعويض !!، بينما أطلق مواطنون من أهالي مدينة تبليتسة التشيكية الكلاب في إحدى الحدائق لتخويف مواطنين من إحدى الدول الخليجية تعبيراً عن رفض تواجدهم، هذه الأخبار قلت سابقا إننا جميعا نتضرر منها بشكل أو بآخر!
إضافة للأخبار التي يتم تناقلها عبر وسائل التواصل يوثق كثير من السياح الخليجيين رحلاتهم إلى أوروبا وينشرونها عبر اليوتيوب ومثلما هناك مواقع وتقارير سياحية غاية في الفائدة والروعة فإن البعض يرفع مقاطع مخجلة بالفعل كمقطع قيام إحدى العائلات بالطهو في حديقة الهايدبارك اللندنية الشهيرة ومقطع صوره أحدهم لخليجيين يدخنون السجائر ويتناولون الطعام ويرمون بالأعقاب والمخلفات في الحديقة دون أي مراعاة لقوانين النظافة ولمستوى ورقي المكان أو المنطقة التي يرتادونها، هناك مقطع لرجل يستخدم ألعاب الأطفال وبشكل يدل على اللامبالاة في فناء منزل استأجره على إحدى البحيرات وغير ذلك كثير !! هذا كله يستدعي جهدا جبارا من السفارات ومؤسسات مختلفة في دولنا الخليجية من أجل العمل على تثقيف المواطنين الخليجيين السائحين بشكل متزايد إلى أوروبا!
نحن بحاجة إلى مشروع توعية وتثقيف وتعليم سياحي لكثيرين بدأوا يشكلون قوة سفر هائلة لأوروبا وليس معهم للأسف سوى المال وأفكار وسلوكيات غير حضارية لابد من تغييرها في أذهانهم بأي طريقة، لأن الإنسان إذا سافر - وهذا ما تعلمناه منذ الصغر - فإنه يكون سفيرا حقيقيا لبلده وأمته وثقافته سلباً أو إيجاباً، كذلك فإن القضية لا تنحصر في وفرة المال فقط والقطرة على السكن في أفخر الفنادق بينما كل حركتنا تنبئ عن أشكال من الفوضى والصراخ واللامبالاة بالممتلكات العامة والتحدث إلى الآخرين بعدم تهذيب وارتداء ملابس لافتة واستقدام سيارات فاخرة لنلفت بها الانتباه متناسين أن هؤلاء الذين نتباهى أمامهم هم من صنعوا هذه السيارات ابتداء !! نواصل غداً.