بقلم - ناصر الظاهري
قبل البدء كانت الفكرة: يصعب أن تعمل مسلسلاً تاريخياً، دون أن تستشير نخبة من علماء الدين بمختلف مللهم ونحلهم، كرأي المثل عندنا: «عقها في راس عالم، وأظهر منها سالم»، بغية أخذ صكوك السماح الديني لمناقشة أمر تاريخي، فكيف لمسلسل يناقش الفتنة الكبرى، بتصريح من علماء الدين، بالتأكيد سيظهر مثل حصة التاريخ في الصف الخامس ابتدائي أو مثل الحديث المكذوب: «أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم»، وكأن بعض رجال ذلك الزمن لم يتقاتلوا، ولم يتنابزوا، ولم يظهر منهم المنافق، والمتخلف عن الحرب، وصاحب النميمة، والساعي لفتنة، وطالب الإمارة، والمتنبئ، رجال الدين حلّوا عن تاريخنا! والعاملون على الدراما الذين لا يتحملون وزر طرح رأيهم، أحسن لهم أن يخرجوا «سماره»، و«بديعة مصابني»!
خبروا الزمان فقالوا: -
«الفاشلون قسمان: قسم فعل دون أن يفكر، وقسم فكر ولم يفعل».
«ليس العاقل من يعرف الخير من الشر، ولكنه من يعرف خير الشرين».
عمرو بن العاص
الحابس الرّوثَ في أعفاجِ بغلتِه خوفاً على الحَبّ من لقط العصافير.
أصل الأشياء: أصل اسم المشط بالإنجليزي «comb» من الكلمة الهندية «كومبهوس»، وتعني الأسنان، وأصل كلمة عطر «Perfume»، من كلمتين «Per»، وتعني من خلال، و«fume»، وتعني الدخان، وأصل كلمة الصيدلية «Pharmacy» من اليونانية «Farmacon»، وتعني التطهير بالتكفير، وأصل ربطة العنق «Cravates»، نسبة للجنود الكروات الذين خدموا في فرنسا عام 1668م، مسمى البريد أصله من الفارسية، ويعني «مقطوع الذنب»، لأنَّ البغال والخيول التي كانت تنقل البريد، كانت مقطوعة الذنب تمييزاً عن غيرها.
لغتنا الجميلة: أبجد هوز.. هو جمع حروف الهجاء العربية الثمانية والعشرين في منظومة، لسرعة حفظها، لكنها غدت عصيّة المعاني بمرور الوقت، فأبجد، يعني أخذ، هوّز، ركب، حطّي، وقف، كلمن، أصبح متعلماً، سعفص، أسرع في التعلم، قرشت، أخذه بالقلب، ثخذ، حفظ، ضظغ، أتمّ.
محفوظات الصدور: -
ما بي مال سديته بي قدري والحشم
الزين لي سوّيته طاح الغليل ودمّ
******
هوبَه يا بنّة ثوبه يابه طلّ غبش
ما يا السهام إينوبه بالزعفران يرش
******
صاح طير عمان في عشوشه راعبي العين غنى لي
بين فرض وغرسة جشوشه بالزبد يبري مع هلالي
من رمستنا: يشالي، لا يحل في مكان، دائم الحركة، نقول: شو فيك تشالي وتعالي مثل أم العروس، وهي من فصيح كلام العرب: شالت الفرس، رفعت ذيلها طلباً للقاح، ومنه يشيل، بمعنى يحمل أو يرفع، والشيلة الرَفعَة، نقول: ما أروم على هذه الشيلة، وناقة شائل، وشالت الناقة، جف ضرعها، ورفعت ذيلها طلباً للقاح، ونقول للبنت كثيرة الحركة: مشَوّل، ونقول: يلسي على بيصك، شو فيك مثل المشَوّل، والشيلة ما يرفع على الرأس اتقاء الشمس، وستر وجه المرأة عن الغريب، والشوال، ربما لأنه يرفع للحمل أو لأنه يكيلون فيه أو يشيلون فيه.