بقلم - ناصر الظاهري
- «بعض من الأصدقاء اتصلوا فرحين، لأنهم في البيات الكوروني نقض لهم شعر، وكان يعتقدون أنهم من المودعين قوم «أبو قذيلة وأبو عقوص»، وقالوا إن الكورونا فكتهم من تركيا ومراجعة عياداتها، وتلك الحجامة التي تطول حولاً بأكمله، وَيَا دوب زغب القطا».
- «ما يضحكونك إلا «الجماعة» التي هي حريصة على صلاة الجمعة و«الجماعة»، كل يوم ويسألون: ها.. ما في أخبار عن فتح أبواب المساجد؟ فيتملك العجب منهم، لا سيماهم في وجوههم، ولا هم على الصلوات محافظون، فتقول في نفسك: هَلّ كورونا هدتهم سواء الصراط، أم يريدون أن يتأكدوا من جملتهم القديمة: «تراها يت منهم، مب منا»!
- «بعض الناس من خرف القعدة والحظر، يقوم يلوف ذيك الشنطة الساكنة تحت الدرج بين الحين والآخر، ويتأمل في تلك اللزق غير المرتبة عليها، إلا مطار فرانكفورت، إلا هيثرو، إلا كازا وجنيف، يشوفها بتلك الحالة، فتشعره بالوحدة واليتم، وبذاك الغبار الذي يعلوها، ويتذكر أياماً خوالي يوم كانت وارمة، وممزورة، وهباب يروزها، والحين أصبحت ذاوية مثل اللوميه الممصوصة، ولا محل لها من الإعراب إلا تحت الدرج مع درّاجات الأولاد، ومع زوليه قديمة من سوق الميناء».
- «في الشهر الأول من زمن كورونا، كنا مشتطين وننازع، وودّنا نتضارب مع أي أحد، ونتشرط، أريد شوربة «بو يابيس» جاي على بالي فاهيتا، والعشاء ليته يكون خفيفاً «فوندو» بالجبنة الفرنسية وخبز الريف، وبعدها «فوندو بالشيكولا»، وكأن سهيله «ثري إن وان»، وما عندها التعليم عن بُعد، وكان جوابنا الحاضر على أي جملة نسمعها: لا ما أعتقد تطول، والناس زايدنها تراهم، شوف من واقع خبرتي في هذا المجال، أنا أعتقد أن الأمريكان هم لاعبينها، وبكرا بتقولون: ما قال فلان، ومع بداية الدخول في الشهر الثاني، وتخطي مرحلة الوحام، يبدأ إيقاع الرتابة، ورقصة الفالس، والنوم حتى الضحى العود، وتظل تمضغ الخبزة حتى تبرد قهوتك، ولا تسمع منك العائلة الكريمة إلا: انزين.. على شو مستعيلين، مب اليوم، بيصير بكرا، وبالتالي تقل عند الشهية، ولا تعرف صليت الظهر وإلا لا، وتأتيك لحظات تسمي أروى الحور، والحور أروى، ما أحد جالس لك على نبرة إلا منصور: «ماما وات هابن فور بابا»؟ ومن دخلنا في الشهر الثالث، وضحت الأمور وبانت، وقال الجميع: كورونا مثل الحمل ياليت تنتهي في الشهر السابع»!