بقلم - ناصر الظاهري
باقات اتصالات الفوّاحة، شيء برائحة زهر الليمون، وشيء بعطر تفاحة، مروجوها يتحفون الزبائن باتصالاتهم في أوقات يسر أو عسر، من العادي أن تتلقى اتصالاً من ثلاثة أرقام حَزّة صلاة الظهر أو حين تكون عينك غافية، وأول جملة واضحة من قبل المندوب أو البائع: «يا أخي لما تدفع الآن 500 درهم، وبهذه السرعة البطيئة، وقنوات تلفزيونية مش مريحة؟ نصيحة لك من أخ يحبك في اتصالات أن تأخذ باقة «ماء الزموتا»، أولاً أرخص بـ 68 درهماً، ثانياً سرعة الإنترنت مضاعفة، والاتصال في الإمارات مجاني، ولك حصة في اتصالات دولية مجانية، فإن أردت أن تسمع رأي، ما عليك إلا بـ«ماء الزموتا»، لأن «ماء الزموتا» يسهل على المواطن، ويريح المقيم»! فتقوم أنت الذي تريد أن تتخلص منه، ومن اتصاله في ذاك الوقت غير المناسب، فتوافق، ما دام فيها «ماء الزموتا» وأرخص وأسرع، فيقوم ويرزّك بميسم عقد سنتين قابل للتجديد سريعاً من طرفهم ودون علمك، وبعدها بشهرين يتصل آخر يذم في باقة «ماء الزموتا»، وأن باقة «ماء الغريب» مجربة، وجديدة، وتلبي احتياجات كافة أفراد العائلة الكريمة، لأن «ماء الغريب» موصوف ومنعوت من سنين، فتوافق، ويوسمك بـ «رزّة» عقد بسنتين، وتكثر الباقات المنوعة، والمتجددة، والملونة، والمعطرة، باقات اتصالات الفوّاحة هذه، مثل تلك العجوز في مثلنا: «العيوز مب من خذها، من افتك منها»، في البداية ينثرون الباقات الوردية والزهرية واللافندر كلها، واختر آخرها لأنها أطيبها، اللافندر بـ 350 درهماً في الشهر فقط، ولما تريد أن تلغي زهرة اللافندر من بيتك، وتتصل في اتصالات، أول كلمة تسمعها: «بص.. حضرتك علشان تلغي هذه الباقة المميزة والفوّاحة، عليك متوجبات النفقة والعناية في دار المسنين، وتركيب صف أسنان جديدة سيراميك، كل دا بس بـ 1750 درهماً، هذا إذا كنت تريد تفتك من العيوز كما تقول»!
- أريد أن أعرف مثلما يريد باقي المواطنين والمقيمين الكرام أن يعرفوا ماذا قدمت اتصالات وأخواتها من خدمات وتسهيلات للناس والمجتمع خلال أشهر الجائحة؟ ما هي المنافع التي يمكن لزبونها أن يشعر بها، وتفرحه على غير عادتها؟ إذا ما قدمت شيئاً معلوماً فكان الأجدر أن يصل لمبلغ علمنا، وإذا قدمت خدمات ومميزات للناس في حجرهم وحظرهم كان الأجدر أن تخبرنا لنشكرها، ونقدم لها التحية، وننثر تحت أقدامها باقات وردية حقيقية، لا مثل باقاتها الوهمية!