بقلم - ناصر الظاهري
عام جديد وسعيد على الجميع الصغير والكبير، في الوطن والعالم، وهي أمنية من القلب للقلوب الصافية الطيبة التي أتعبها العام المنصرم بكل مصائبه وتداعياته وآلامه، عام جديد ومختلف عسى الفرح والفأل طريقهم، وأين ما قبلت وجوههم، عام يدخل الطمأنينة والسلام والهدوء على النفوس الخيّرة، والمحبة للتسامح والتعايش الإنساني، البعيدة عن الشرور والأذى، وكل ما يجعل الإنسان متألماً أين ما كان.. ليته عام بهجة وألوان من قوس قزح.
- في عامنا الجديد نتمنى ألا نرى ولا نسمع ما أجبرنا عليه العام الصارم والمنصرم من عادات ملزمة واحتياطات مشددة على ما تعودت نفوسنا التواقة للحياة المرحة، واللقاء بالناس، والبساطة في الأشياء.. لذا سنصيح بجملة: «دخيل الله»!
- دخيل الله.. ما نريد نشوف وجه مدير الصحة العالمية اللي ما يجيب خبر زين، ولا رسول السلامة، ولا نريد نشوف نائبه المعضل الذي يشبه لاعب بيسبول أسترالياً عنيفاً، هذان الاثنان لعبا بأعصاب العالم، تكون الأمور مغرّبة، فيظهر أحدهما ويشرّق بِنَا، نقول: هانت الأمور، فيظهران على الملأ بلا كمامات، ويعلنان أن الوضع كارثي، وربما يستمر سنوات عجافاً.
- دخيل الله.. كفاية كمامات، آذاننا تهدلت، وعلامات خيوط وخطوط الكمامات على الوجه من أثر الشمس تذكرني بساحل الريفيرا اللآزوردي، وصيفه والمصطافين العاشقين لحرقة الشمس، وتلك العلامات التي تبقى بيضاء، لأنها لم تخرج من مخبئها، ولم تر الشمس، ولا حرقتها أشعتها.
- دخيل الله.. كفاية مطهرات ومعقمات أيادينا بررت، وفي الليل تتصالق من الأشعة الفسفورية، وخلال العام الماضي، ومن كثر ما دلعنا أيادينا، لا لمس، ولا حمل، ولا مصافحة، حتى ولا تعرك عينك، ولا تحك وجهك، صارت أيادينا مثل أيادي الأطفال الرضع، أيادي رطبة، ناقصنها بس حناء، وليس أي حناء، حناء بطريقة «شخطتين بوصى سعف النخل».
- دخيل الله.. ما نريد نرجع نسمع ذاك الوَنّان الساعة الثامنة مساء، ولا تلك النشرات الصحية كل ليلة، ولا تلك الخيام التي تشبه خيام الحجاج، ولا مراكز «التشنتير»، ولا نرى أحداً يرفع يده في وجهك، ويقول لك بخجل، وأنت هام أن تدخل المركز التجاري: من فضلك تبدو أنك إيجابي، ونحن نرحب بالشخص السلبي، هذا المكان للصغار والشباب، وأنت بهذا اللحية البيضاء تبدو متقاعداً، وفوق الستين، وشكلك من زمان ما شفت بانكوك.
- دخيل الله.. نريد نسافر.. عندنا أرحام في الخارج، لازم نوصلهم، ما يجوز قطع صلة الرحم.