تذكرة وحقيبة سفر 1

تذكرة.. وحقيبة سفر -1-

تذكرة.. وحقيبة سفر -1-

 صوت الإمارات -

تذكرة وحقيبة سفر 1

ناصر الظاهري
بقلم - ناصر الظاهري

كثيرة هي الرحلات الصحفية التي تأتي إما فجأة، أو تكون وفق مناسبة معينة، أو حتى المدرجة منذ عام مسبقاً، لكن لكل منها خصوصيته، وبهجته، خاصة إذا ما كانت تلك الرحلات تضم وفداً صحفياً مختلفاً، بينهم الصحفي المتمرس، والصحفي المبتدئ، والصحفي المشاغب، وبينهم التنافس المهني، والسبق الصحفي، وبينهم صداقة المهنة ومتاعبها، حيث تجد النقاشات حامية الوطيس، وفي كل مكان، وتجد دخان السجائر مثل سحابة رمادية لا تغيب، والقهوة لا تتوقف فناجينها، وتجد كذلك المقالب والضحكات وفوائد جمة يتيحها السفر مع الزملاء «الأعدقاء»، ربما رحلات اليوم خالية من المشقة والتعب والركض والتلهف والمتابعة والانتظار التي كانت تفرضها الصحافة التقليدية القديمة، أيام «التلفكس والفاكس، والتلي برنتر، والاتصال من بدالات الفنادق، والسهر على تحبير أوراق «الدشت»، اليوم كل واحد «يصاصر» نقاله الذي أصبح سلاح الصحفي بعد ما كان القلم هو سيد كل الأشياء.
أتذكر أنني كنت في إحدى الدول «الثورجية» الشمولية، ذات شعار: شعب واحد، حزب واحد، رئيس واحد، وأردت أن أرسل مادة صحفية بالفاكس، فأخبروني أن عليّ الذهاب إلى مبنى البريد المركزي الذي يشبه قصر الوالي، حيث تسيطر عليك الرهبة، ويتبعك التوجس في كل دهاليزه، فتقدمت إلى موظف عمومي أشعرني، وكأنه محصل تذاكر في حافلات النقل العام، وقلت له: أريد أن أرسل هذه المادة إلى صحيفتي، استبشر خيراً، وخرج من مخبئه، يتأبط ملفاً بنياً فاتحاً، وقال: عليك أن تعبئ هذا الملف، وتقرّ بكل ما فيه، وتمهره بتوقيعك، بعدها سنبعث المادة بالفاكس، بعد قراءتها، وسنحتفظ بالنسخة الأصلية، ونسخ منها ستتحول إلى الأقسام المختلفة، كل حسب اختصاصه! فقلت له: شكراً، لا أريد أن أبعث المادة، فتجهم حتى كاد أن يهجم: نعم! الأمر الآن خرج من يدك إلى يدنا، لا يحق لك الرفض أو التصرف فيه، حتى يبت فيه من قبل الجهات المسؤولة، فقلت له الموضوع يخص فنانات ومطربين، لا هو موضوع سياسي أو ذو طابع فكري أو نقد اجتماعي، فرد قاطعاً الحديث: نحن من نقرر، ومن نقيّم! ولم أخرج من ذلك المبنى المكتوب على جداره مبنى البريد المركزي، إلا وأنا عائف الدنيا، ولاعناً ذاك اليوم الذي أدخلني مبنى الارتياب المركزي.
وكان المكتوب في جواز سفره أن مهنته صحفي، عليه أن يراجع في بعض البلدان التقدمية قسماً مختصاً يقال إنه تابع لوزارة الإعلام، خلال ثلاثة أيام من القدوم، ليملأ استمارات معينة، ويقر بنوع الكاميرا الفوتوغرافية التي يحملها، وربما سجلوها في آخر صفحة في جواز السفر، وبعض البلدان لا تسمح للصحفي بالقدوم إلا بعد الموافقة المبدئية على زيارته، بالطبع سيكون لديه مرافق سياحي، ومترجمة، والذي لا يمكن أن تتحدث به مع المرافق، يمكن أن تلين مساء، وتتحدث به مع المترجمة. وغداً نكمل..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تذكرة وحقيبة سفر 1 تذكرة وحقيبة سفر 1



GMT 03:30 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

القطب التيجاني... وحماية المستهلك الروحي!

GMT 03:11 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

تفّوق إسرائيل التقني منذ 1967

GMT 03:10 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

قد يرن «البيجر» ولا يُجيب

GMT 03:08 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

لبنان... الرأي قبل شجاعة الشجعان

GMT 01:24 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

قصة الراوي

GMT 01:32 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

طالبات مواطنات يبتكرن جهازًا للوقاية من الحريق

GMT 05:07 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الفيصلي يقف على أعتاب لقب الدوري الأردني

GMT 08:12 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

اكتشفي أفكار مختلفة لتقديم اللحوم والبيض لطفلكِ الرضيع

GMT 04:05 2017 الثلاثاء ,25 إبريل / نيسان

فريق "العين" يتوّج بطلًا لخماسيات الصالات للصم

GMT 04:55 2020 الثلاثاء ,15 أيلول / سبتمبر

أحمد زاهر وإبنته ضيفا منى الشاذلي في «معكم» الجمعة

GMT 18:24 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مجوهرات "شوبارد"تمنح إطلالاتك لمسة من الفخامة

GMT 05:40 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

هبوط اضطراري لطائرة متوجهة من موسكو إلى دبي

GMT 22:49 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

منزل بريستون شرودر يجمع بين التّحف والحرف اليدوية العالمية

GMT 21:38 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

حامد وخالد بن زايد يحضران أفراح الشامسي والظاهري بالعين

GMT 04:11 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ظهور القرش الحوتى "بهلول" في مرسى علم

GMT 00:56 2018 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

تعرف على فوائد وأضرار الغاز الطبيعي للسيارات

GMT 00:14 2015 الثلاثاء ,03 آذار/ مارس

صيحة الدانتال لمسة جديدة للأحذية في ربيع 2015
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates