في سيرة الورق والورّاقين 2

في سيرة الورق والورّاقين -2-

في سيرة الورق والورّاقين -2-

 صوت الإمارات -

في سيرة الورق والورّاقين 2

ناصر الظاهري
بقلم - ناصر الظاهري

من بين بواقي ما وجدت في «مندوس الصَرّتي» أو في مكتبة العين، وأنا أعيد ترتيبها، وخلط أوراقها، بحثاً عن الستر، ومحاولة طمس الماضي غير النظيف في مجمله، ولأحظى بتلك الجملة التاريخية التي تقال للأبناء في أعمارنا الخريفية: كان أبوك شجاعاً مقداماً، وذا شعر طويل، وعلى شاربيه يحلّ الصقر، وعلى زنده يمشي التيس، إليكم ما وجدت:
- ورقة قديمة لو رأتها «سهيلة» اليوم لكانت زعلت بأثر رجعي، رغم أن تاريخ تلك الورقة قبل أن تولد، وفيها توقيعات وأسماء رفقة سفر، باليوم والتاريخ والساعة والدقيقة مع «ايموجي» الشفاة الحمراء مطبوعاً على طبيعته، وقبل أن يخترعوه بلاستيكياً بأربعين سنة.
- صورة جماعية قديمة التقطت في بيت «إبراهيم العابد» مع زوجته «أم باسم»، وكان فيها، محمود درويش، فيصل الحسيني، عبدالمجيد شومان، زكي نسيبه، يوسف الحسن، خالد ملك، مفيد مرعي، جمال المجايدة، رحم الله ميتهم، وأمد في أعمار الحيين منهم.
- كتابات قصصية أولى، جميعها مستوحاة من أفلام هندية تجارية، رأيتها في سينما المارية أو الفردوس أو الوطنية أو الواحة، قصص أولى مسروقة ذات عناوين برّاقة، مثل «الناي الحزين أو أغنية لأحجار الوادي أو قبّرة على قبر»، طبعاً كانت قصصاً خالية من أي عبرة، ومليئة بالكلمات الرنانة، ولو كانت في غير محلها، مع عدم نسيان تلك الجملة الطروب، بادئ ذي بدء!
- صور لبعض من مرشدات السياحة في مدن كثيرة، واللاتي بالتأكيد جار عليهن الزمن، وتبدلت الملامح، خاصة أن بعضهن كنّ مشاريع لترمل مبكر، وبعضهن الآخر كن يفضلن الهجرة على الوعود الكثيرة الكاذبة.
- سجلي الجامعي الأول الذي يحمل الرقم 791089، وفيه القبول والسحب والإضافة بتواقيع الدكاترة المبجلين، مع ربكة طالب مستجد في فصله الأول، بين الفرح والرهبة، كان السجل بذلك اللون «الفوشي» المتصابي، وكنا نضحك منه، لأننا كنّا نراه قبل أن يغيروه إلى اللون الأخضر الصلب، قريباً من ألوان الملابس الليلية الفاترة، وشكله أشبه بسجل مواعيد مستشفى توام القديم.
- دفتر يعود لعام 1977 كنا نرسم فيه، ونكتب الكلمات بالعربية والإنجليزية مع ابن العائلة البريطانية التي كنت أسكن معها في لندن، اسمه «جيسون ويكنر»، كنّا نتدارس، وأعلمه ويعلمني في فترة كان الصداع يفتك بتلك المرأة الإنجليزية الصلبة التي كنّا نرهبها كلنا، حتى زوجها «ديفيد» بغليونه الذي لا يخلص، وبجُبنه المتوارث الذي كنت أراه ملتصقاً بفانيلته البنية ذات الوبر الصوفي البارز، وصوته التبغي المنخفض، الآن «جيسون» الصغير، ربما أصبح «يعري» إنجليزياً بحق، ومن أهم مشجعي «ليفربول» المتعصبين، وشعره الأشقر انحسر متراجعاً إلى الخلف بكسل لصالح التصحر الذي كان يسأل عنه: هل تموتون في الصحراء من الحر والعطش؟ وأتذكر جوابي له: نحن نموت من البرد فقط!
- وجدت رسائل قديمة، وبطاقات معايدة، وصوراً كثيرة مع مشاهير، وقصاصات ورق صغيرة من التي توفرها الفنادق عادة، عليها أفكار ومشاريع كتابة، وتداعيات وبوح وحسابات، وأعمدة في بداية نشأتها الأولى.
- اليوم خلصت من تلك الجردة لمكتبة العين، الله يعين على مكتبة أبوظبي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في سيرة الورق والورّاقين 2 في سيرة الورق والورّاقين 2



GMT 03:30 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

القطب التيجاني... وحماية المستهلك الروحي!

GMT 03:11 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

تفّوق إسرائيل التقني منذ 1967

GMT 03:10 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

قد يرن «البيجر» ولا يُجيب

GMT 03:08 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

لبنان... الرأي قبل شجاعة الشجعان

GMT 01:24 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

قصة الراوي

GMT 01:32 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

طالبات مواطنات يبتكرن جهازًا للوقاية من الحريق

GMT 05:07 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الفيصلي يقف على أعتاب لقب الدوري الأردني

GMT 08:12 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

اكتشفي أفكار مختلفة لتقديم اللحوم والبيض لطفلكِ الرضيع

GMT 04:05 2017 الثلاثاء ,25 إبريل / نيسان

فريق "العين" يتوّج بطلًا لخماسيات الصالات للصم

GMT 04:55 2020 الثلاثاء ,15 أيلول / سبتمبر

أحمد زاهر وإبنته ضيفا منى الشاذلي في «معكم» الجمعة

GMT 18:24 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مجوهرات "شوبارد"تمنح إطلالاتك لمسة من الفخامة

GMT 05:40 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

هبوط اضطراري لطائرة متوجهة من موسكو إلى دبي

GMT 22:49 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

منزل بريستون شرودر يجمع بين التّحف والحرف اليدوية العالمية

GMT 21:38 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

حامد وخالد بن زايد يحضران أفراح الشامسي والظاهري بالعين

GMT 04:11 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ظهور القرش الحوتى "بهلول" في مرسى علم

GMT 00:56 2018 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

تعرف على فوائد وأضرار الغاز الطبيعي للسيارات

GMT 00:14 2015 الثلاثاء ,03 آذار/ مارس

صيحة الدانتال لمسة جديدة للأحذية في ربيع 2015
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates