بقلم - ناصر الظاهري
«اليابانيون مب ساكتين، كل يوم يظهرون بفنتك، مرات مذيع «روبوت»، لا يتعلثم، ولا يطحن عظام سيبويه، ولا يظل يعتذر للسادة المستمعين والمشاهدين الكرام عن أخطاء ارتكبها غيره، ولا بيظل يحاتي اللوم، ويتحمل الهِزاب مرات، ولا سيحنق إن غضبوا عليه في ساعة تعكر المزاج، وينتقل مباشرة من الاستوديو إلى مسؤول عن سيارات النقل، اليابانيون قصروها من أطرافها مذيع حديد «ريج»، والله عتلة ما تأثر فيه، ووين ما تعقّه يطيح واقفاً! منكر اليابانيين هذه المرة، وهو أجمل المنكر، وأكثره حمداً، ابتكار رجال مطافئ من الإنسان الآلي، ذوي الأحجام القزمة لسرعة الحركة، وجلب البركة، ولا إعاقة من دخان، ولا نقص في الأكسجين، ولا خوف من حروق من الدرجة الثانية، ينتشرون مثل النمل، ويمارسون طريقتهم المبتكرة في الإطفاء، ولا خسائر في الأرواح جسيمة، ولا شهداء الواجب والعمل، رجال إطفاء آليون، وكفى الله المؤمنين شر الحريق»!
* «بصراحة ودنا نحن المغرمون بميادين «الغولف»، أن نمارس لعبة «الغولف» في ملاعبنا، وتحت شمسنا، لكن الحشيش بصراحة ما يشجع على اللعب، لذا نيمم شطر المدن ذات الظل الظليل، ولا تلومونا، عشبنا في الصيف ما يتشاهد يصبح مثل البرايد، أخضر عِلّة، حتى الدبش ما ترعاه، ولونه رصاصي على بُني من الشمس، والملعب ما تسمع فيه الصريخ، والطيور هجرته منذ فترة، ولن تعود إليه بعد هجرتها الموسمية، واللاعب منا بصراحة، رايح ملعب «الغولف» يلعب، ويتأمل، ويرخي أعصابه، ويفرح بذاك البنطلون الأبيض، وإلا يندري ضب ما يشبع من المياهه، ما يواحي لك تضرب حفرة أو حفرتين، وإذا بك تنادي مساعديك يعجلون لك بـ«فلاص» الماي»!
* «الحين الشباب عندنا يوم يغازلون مغازلاتهم المادية، مب مثل مغازلة جيلنا الطيب، يشوف البنت تعبي خدمة ذاتية وإلا متميزة في شيشة البترول، وبعضهم حين يهم بالتعرف على واحدة، يكون في ذهنه أول ما يكون بعد السؤال عن الوالد المحترم، هل هي خدمة ذاتية وإلا متميزة، لأنه بصراحة تفرق، خاصة في هذه الأيام العصبية من تاريخ أمتنا، واللي أوله شرط آخره نور»!
* «ما أدري أحس بعض مدارسنا الخاصة مثل بيوتنا، لديها «بشكارات» أكثر من المدرسات، ويمكن أن تستغني عن مدرس، ولا تستغني عن «بشكاره»، وإذا ما تصدقون شوفوهن أثناء الفسحة أو ساعة دخول الطلبة لصفوفهم»!
* «أضحكني صديق، جاء إليّ يضحك ويتبسم، فقلت له: خيراً ربك بعت محصولك الزراعي هذا الموسم، فقال: لا تصور دفعت مخالفات بـ«14 ألف وخمسمائة درهم، وراجعت من أجل ذلك مكاتب وقاضياً ومكائن دفع، وقضيت اليوم بطوله، وقبل لا أخرج، طلبت مني مكينة الغرامات أن أعبر عن رضاي بالنسبة للخدمات، فضربت على ذاك الوجه المبتسم دوماً، وقبل أن أخرج طلبت مني الموظفة إبداء رأيي في إسعاد المتعاملين، تذكرت الأربعة عشر ألف درهم وخمسمائة، وقلت في نفسي أي إسعاد المتعاملين بعد تلك الدفعة، فضحكت، وجئت أقول لك: فقلت متحايلاً: ولكنك جئت ضاحكاً ومبتسماً من عندهم، كما أرى، وهذا كله بسبب إسعادك أيها المتعامل»!