بقلم : ناصر الظاهري
سيظل أشرار المجتمعات يضربون بمعاولهم لهدم القلاع من الداخل، سيبقى تجّار الموت ينفذون من خلال مواطن الغفلة في المجتمعات ليقوضوها بأبنائها من أجل مال زائف، وسلطة وهمية، وسعادة وقتية، هكذا هم أشرار الاتجار بالمخدرات، ومروجوها يظلون يتلونون، ويراوغون، ويتخذون من الأساليب الشيطانية ما يجعلهم يتسللون إلى أضعف نقطة في المجتمعات، وهم الشباب الغض، والطلع غير الواعي، ولا المدرك، وهم أكبر الشرائح المجتمعية في معظم البلدان، وما أن يسقط طالب في مدرسة أو صبي غفل عنه أهله أو بنت ضيعها التشطي العائلي في أيديهم، حتى يدركوا على الفور أن هناك كثيراً من زملائهم سيسقطون مثل أحجار «الدمينو»، لذا تكثر مصائدهم وحبال شراكهم هناك في التجمعات المكتظة، المناطق النائية والفقيرة وقليلة التعليم، وعديمة الاهتمام، المدارس والجامعات، أبناء الطبقة الراقية، وحشود المجتمع المخملي، هذه الشبكات الشيطانية وعصابات المخدرات تعمل بطريقة عنكبوتية، وضمن توليفة عنقودية، لا أحد يعرف أحد، وكثيراً ما يستعينون بالأبرياء الذين سقطوا في براثن المكيفات والمخدرات وأدوية الهلوسة، فهم يصطادون الزبون، ويوزعون أدوار الترويج والتوزيع على المغلوبين والساقطين والمهمشين والفقراء الذين أنهكم الفقر أو أشخاص ذوي ميول عدائية مطبوعة على الفساد، غايتها المال والنفوذ بأي طريقة لإشباع طمع نفوسهم الشريرة.
في المقابل هناك قوى في المجتمعات تترصد لهم، وتتابعهم، وتدرس طرقهم التحايلية، أعمالهم جليلة وكبيرة ومستمرة، وهم أفراد يواصلون ليلهم بنهارهم، لكن المجتمعات لا تدرك كم من حرّاس عليها ولها ومن أجلها، وأنهم لا يفاخرون بمنجزاتهم إلا للعبرة والتصدي وإبراز العمل الخيّر مقابل العمل الشرير، والمتتبع لحرّاسنا من تلك الآفات القاتلة، ومن شرار الناس من مروجين ومتاجرين بالموت في الإمارات، لا يملك إلا أن يرفع لهم قبعة الاحترام والتقدير على كل جهودهم ومتاعبهم لكي تبقى الإمارات نقية من سموم الموت، وبعيدة عن الأيدي الشريرة الماكرة.
القوى الشريرة التي ترتدي قفازات من مخمل، وأقنعة من التقوى والعمل الإنساني، وتحيط نفسها بأكباش فداء كثيرة، وتتحوط بمتنفذين في كافة الجهات، كل ذلك من أجل التمويه والخداع والتغلغل في نسيج المجتمعات، والتكيف مع البيئات ليضمنوا استمرارية عملهم الشيطاني بسلاسة، ومن دون كشف أو افتضاح، فهم يمارسون الإنتاج السينمائي من أجل الترويج من باب دس السم في الدسم، وهم منتجو الألعاب الإلكترونية والمخدرات الرقمية، وهم أول المتبرعين لبناء مستشفى للعلاج والتشافي من سموم الموت، وهم المتلاعبون في أسواق الأسهم والعقارات لكي يغسلوا وسخ أموالهم التي جاءت من عذابات نفوس بشرية، ودموع مجتمعات بكت بغصة فلذات أكبادها.